القاهرة، مصر (CNN)-- أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفض بلاده توجيه اللوم إلى "طرف واحد" في أحداث القتل اليومية الجارية في سوريا، في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي جدد فيه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، دعوته إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا.
وفي كلمة له، خلال مشاركته في اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، السبت، قال لافروف إن روسيا تؤيد سعي الشعوب العربية نحو الديمقراطية، كما شدد على أن بلاده "مستعدة للعمل مع الجميع، من أجل الإصلاح، وليس التدمير."
إلا أن وزير الخارجية الروسي، الذي استخدمت بلاده حق النقض "الفيتو" لإجهاض مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو الأسد للتخلي عن السلطة، بموجب خطة عمل عربية لإنهاء الأزمة الراهنة في سوريا، قال إن "روسيا تتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول."
وقال لافروف، مخاطباً وزراء الخارجية العرب، إنه "يجب أن نتفق على منهج مشترك، لحل الأزمة السورية، بشرط عدم تمويل المعارضة، أو تسليحها"، وشدد على أن "روسيا لا تقف إلى جانب أي طرف، أو نظام.. لكن المنهج الذي اتبع في مجلس الأمن غير واقعي"، على حد تعبيره.
وبينما دعا الوزير الروسي إلى "إخلاء المدن والقرى السورية من كل من يحمل السلاح"، قال إنه "لا يجب الخوض حالياً في إلقاء التهم على طرف بعينه، بل يجب العمل لإيصال المساعدات الإنسانية"، وتابع: "نحاول أن ندعم الحل المباشر للأزمة في سوريا، ودعمنا المبادرة العربية، وقد أقنعنا دمشق بذلك."
كما تطرق لافروف إلى الوضع الفلسطيني، قائلاً إنه لا يجب تهميش التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما دعا السلطات الليبية إلى "منع تهريب الأسلحة"، على خلفية اتهامات سابقة وجهتها موسكو إلى طرابلس، وعواصم عربية أخرى، بتدريب وتسليح عناصر من المعارضة السورية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، إنه "قد آن الأوان لإرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا"، كما دعا الدول العربية إلى الاعتراف بـ"المجلس الوطني"، الذي يضم عدداً من قادة المعارضة في الخارج، ممثلاً شرعياً لسوريا.
وقال بن جاسم، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، والتي شهدت انتقال رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة من قطر إلى الكويت، إن لجوء كل من روسيا والصين إلى استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن، شجع النظام السوري على "الإمعان" في قتل معارضيه.