CNN CNN

عنان "المتفائل" يستبعد وقف إراقة الدماء بسوريا

الاثنين، 09 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، أبدى تفاؤله إزاء ما يجري في سوريا، إلا أنه أكد، في الوقت نفسه، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إراقة الدماء في الدولة العربية، سيكون أمراً صعباً."

وبعد جولة ثانية من المباحثات مع الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أن يغادر إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد، قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة إنه طرح على الأسد ما وصفها بـ"مقترحات واضحة"، لإنهاء أعمال العنف التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب السوري، ولم يتضح رد دمشق على تلك المقترحات.

إلا أن وكالة الأنباء السورية "سانا" ذكرت أن الرئيس الأسد التقى موفد الأمم المتحدة والوفد المرافق له في اجتماع موسع الأحد، قبل أن يعقدا اجتماعاً ثنائياً، وأضافت أن عنان أكد خلال اللقاء "التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل، ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية، وإيمانه بالحل السلمي."

كما عبر المبعوث الدولي عن أمله في أن يتمكن من "العمل مع الحكومة السورية لإطلاق حوار دبلوماسي، في إطار عملية سياسية تعيد الاستقرار لسوريا، وتحقق طموحات الشعب السوري العريق"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية.

من جانبه، أعرب الأسد عن "استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث"، مضيفاً أن "النجاح في أي جهود يتطلب أولاً دراسة ما يحدث على الأرض، عوضاً عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي، الذي تروج له بعض الدول الإقليمية والدولية لتشويه الوقائع، وإعطاء صورة مغايرة تماماً لما تمر به سوريا."

وأضاف الرئيس السوري أن "أي حوار سياسي، أو عملية سياسية، لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة، تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة."

وكان عنان قد طرح خلال الجولة الأولى من مباحثاته مع الرئيس السوري السبت، إقرار وقف لإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وكذلك السماح بحرية وصول منظمات الإغاثة الدولية، مثل الصليب الأحمر، إلى الأماكن التي تحتاج للمساعدات الإنسانية.

كما طلب عنان بدء عملية سياسية تقوم على الحوار "وتستجيب للتطلعات المشروعة وهموم الشعب السوري"، واقترح المبعوث الدولي، في المحادثات التي وصفها عدد من المراقبين "بالصريحة والواضحة"، مبادرة لإقامة "حوار وطني سياسي شامل يشترك فيه كافة أطياف المجتمع."

وعلى صعيد التطورات الميدانية، أفادت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية بسقوط 32 قتيلاً على الأقل الأحد، نتيجة الحملة العسكرية التي تشنها القوات الموالية لنظام الأسد بمختلف أنحاء سوريا، من بينهم 11 قتيلاً في محافظة "إدلب"، التي يخشى أنها قد تواجه مصيراً مشابهاً لما جرى في حمص.

وذكر نشطاء بالمعارضة أن من بين الضحايا سيدة قُتلت مع طفلها نتيجة إصابتهما بقذيفة مدفعية ثقيلة، كما أفادوا بمقتل شاب يُدعى وائل المصري، بعد إصابته برصاصة في العنق، و"رفضت قوات الأسد تسليم جثته إلى ذويه، إلا بعد التوقيع على إقرار بأنه قُتل على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة."

في الوقت نفسه، ذكرت "سانا" أن من تصفهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة"، في إشارة إلى مقاتلي "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، "اغتالت بطل الملاكمة غيات طيفور، في مدينة حلب"، وأشارت إلى أن ذلك يأتي "في إطار استهدافها للخبرات والكوادر الوطنية."

ونقلت الوكالة الحكومية عن "مصدر مطلع" أن "المجموعة الإرهابية استهدفت طيفور أثناء مروره بسيارته الخاصة في ساحة جامعة حلب، وأطلقت عليه النار، مما أدى إلى استشهاده فوراً، نتيجة إصابته بخمس طلقات بالرأس."

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الميدانية، نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل وسائل الإعلام الأجنبية.