الأمم المتحدة (CNN) -- أكد ناطق باسم المندوب الدولي إلى سوريا، كوفي عنان، تسلم الأخير للرد السوري الرسمي على مقترحاته لحل الأزمة في البلاد، مضيفاً أن لدى عنان "أسئلة" وقد طلب الإجابة عنها، مضيفاً: "نظراً للوضع الخطير والمأساوي على الأرض فعلى الجميع أن يعي بأن الوقت ضاغط وأنه لا يمكن السماح لهذه الأزمة بالاستمرار."
وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه مصادر المعارضة السورية مقتل 18 شخصاً، بينهم 12 في مدينة إدلب، التي دخلتها القوات الحكومية الأربعاء، بعد أربعة أيام من القصف.
وكان مسؤولون أمريكيون قد كشفوا لـCNN في وقت سابق أن الرئيس السوري، بشار الأسد، رفض جهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، الذي طرح خلال زيارته لدمشق، الأسبوع الماضي، "مقترحات واضحة"، لإنهاء العنف الدموي الذي راح ضحيته الآلاف من القتلى منذ بدء تحركات مناهضة للنظام قبل عام.
وقال ثلاثة من مسؤولي الإدارة الأمريكية إن الأسد رد على مقترحات عنان بقوله بأنه لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وأنه لن يفعل شيئاً حتى تلقي المعارضة سلاحها.
من جانبه قال أحمد فوزي، الناطق باسم عنان، في اتصال مع CNN، إن دمشق سلمت بالفعل ردها الرسمي على مقترحاته، ولكنه رفض تقديم المزيد من المعلومات، مشيراً إلى أن قد يصار إلى الإعلان رسمياً عن محتوى الرد في وقت لاحق الأربعاء.
ويشار إلى أن عنان أعلن عقب عقده جولة ثانية من المباحثات مع الأسد، الأحد، بأنه طرح ما وصفها بـ"مقترحات واضحة"، لإنهاء أعمال العنف.
والاثنين، قال فور وصوله إلى أنقرة، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين الأتراك والمعارضة السورية، إن العنف ضد المدنيين في سوريا يجب أن يتوقف، مشيراً إلى أن قتل المدنيين هناك لا يمكن القبول به.
كما صرح عقب لقائه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الثلاثاء: "أتوقع أن أسمع ردا من السلطات السورية اليوم حيث وضعت لهم مقترحات ملموسة للنظر فيها وحالما أتلقى ردهم سأعرف كيف أتصرف".
وأضاف: "لقد عانى السوريون الكثير ويستحقون الأفضل، لقد أوضحت منذ بداية مهمتي بأن أولويتي هي سلامة الشعب السوري والأمة السورية".
وإلى ذلك، أجرى المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا مباحثات مع برهان غليون، رئيس المجلس السوري الوطني المعارض، في تركيا، الثلاثاء، وقد وصف أحد أعضاء المجلس اللقاء بأنه كان "إيجابيا".
وبدوره صرح عنان عقب الاجتماع بالقول: "عقدنا مباحثات بناءة حول مهمتي وحول تطور العملية في المستقبل كما أبدى المجلس تعاونه التام والذي سيكون ضروريا في حالة نجاح مساعينا."
وكان المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا قد قام بجولة بين دول المنطقة، شملت زيارة مصر وسوريا وقطر وتركيا في إطار مساعيه لحل الأزمة في سوريا، حيث بلغت حصيلة القتلى، منذ بداية التحركات المناهضة للنظام قبل عام، ثمانية آلاف قتيل، وفق تقديرات دولية.
كما أدى العنف إلى نزوح نحو 30 ألف سوري إلى الأردن ولبنان وتركيا، بجانب 200 ألف مشرد داخل البلاد، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة حول كيفية التعامل الدولي مع الأزمة السورية حيث تطالب مجموعة من المنظمات والدول بتشديد العقوبات والضغوط على النظام السوري لوقف العنف، في حين ترى الصين وروسيا أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي وترفضان أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري.
ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بعد اجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء: "كل الدول حتى تلك التي أعاقت جهودنا للحديث بصوت واحد يدعو لوقف قتل المدنيين وبدء الانتقال للديمقراطية."
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض "الفيتو" لعرقلة قرار دولي يدين العنف ويدعو لوقفه وتنحي الأسد.