دمشق، سوريا (CNN) -- أكد ناشطون سوريون معارضون أن الجيش السوري دخل إلى مدينة إدلب شمالي البلاد، بعد معارك وقصف عنيف استمر أربعة أيام، ولم يتبق في المدينة إلا بعض جيوب المقاومة التي يتمركز فيها عناصر من "الجيش السوري الحر،" بالتزامن مع صدور تقرير من منظمة العفو يتهم دمشق بارتكاب تعذيب ممنهج وواسع النطاق.
ونقلت وسائل إعلام سورية رسمية ما يفيد بسيطرة الجيش على إدلب، إذ قالت إن القوات الحكومية "أعادت إلى المدينة الأمن والأمان بعدما شهدت وقوع أعمال إرهابية من قبل العصابات المسلحة" على حد تعبيرها.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن النظام السوري يمارس عمليات تعذيب واسعة وممنهجة ضد المعتقلين، بما في ذلك الصعق الكهربائي والضرب والعنف الجنسي.
وبناء على مقابلات مع عشرات السوريين الذين فروا من بلادهم إلى الأردن، قالت المنظمة إنها سجلت 31 طريقة من طرق التعذيب وسوء المعاملة تستخدم في السجون السورية ضد المحتجين الذين تصفهم دمشق بأنهم "جماعات إرهابية مسلحة."
ونقلت المنظمة عن شخص عرّف عن نفسه باسم "كريم" ويبلغ من العمر 18 سنة، إن المحققين استخدموا كلابات لقلع أجزاء من اللحم من قدميه خلال اعتقاله بمدينة درعا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وذكر التقرير أن بعض المعتقلين أرغموا على رؤية أقاربهم أو أصدقائهم وهم يتعرضون للتعذيب أو الاغتصاب، ونقلت عن شخص يدعى "مصلح" قوله: "سمعت صرخات المعذبين طوال الوقت، وعندما كنا نحن في الزنزانات كنا نصلي من أجل سلامة أولئك الذين يتعرضون للتعذيب."
ويأتي هذا التقرير بعد يوم من إشارة ناصر عبدالعزيز الناصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن حصيلة القتلى في سوريا منذ بداية التحركات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد قبل عام قد وصلت إلى ثمانية آلاف قتيل.
وقال الناصر إن بين القتلى الذين سقطوا في سوريا أعداد كبيرة من النساء والأطفال، مضيفاً أن على المجتمع الدولية "مسؤولية التحرك" حيال ما يجري في ذلك البلد، مشيراً إلى وجود "خروقات ممنهجة وواسعة الانتشار لحقوق الإنسان."
وأثارت تصريحات الناصر حفيظة المندوب السوري في المنظمة، بشار الجعفري، الذي قال في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن مواقف الناصر "عدائية" واعتبر أنها "لا تتسق مع دور وولاية رئيس الجمعية العامة" الذي من المفترض أن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة.