دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استبعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن تقوم بلاده بتحرك عسكري أحادي ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، معتبراً أن التفكير في هذا الأمر "غير مطروح،" في رد، على ما يبدو، على دعوة السيناتور الجمهوري، جون ماكين، لتوجيه ضربات جوية ضد سوريا.
وأعتبر أوباما، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء، مجدداً أن نظام الأسد "فقد شرعيته"، نتيجة إجراءات القمع التي يقوم بها ضد شعبه، مؤكدا كذلك أن الرئيس السوري، الذي وصفه بـ"الديكتاتور"، "سيسقط كما سقط كثيرون من قبله"، واصفاً ما يجري في سوريا بأنه "يدمي القلوب."
وكان ماكين، وهو عضو بارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، قد قال في كلمة له أمام الكونغرس، إن "تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوري الحر، وجماعات معارضة أخرى، أمر ضروري، ولكن نظراً للتأخر الحاصل، فهذا وحده لن يكون كافياً لوقف المذبحة، وإنقاذ الأرواح البريئة."
وميدانياً، أفادت مصادر في المعارضة السورية بسقوط 39 قتيلاً على الأقل بمختلف أنحاء سوريا الثلاثاء، في مواجهات مع القوات الحكومية، من بينهم 23 قتيلاً في حمص، التي تعتبر أحد أقوى معاقل المعارضة، بالإضافة إلى 11 "شهيداً" في درعا، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية.
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة معارضة أخرى مقرها لندن، أن قوات الأسد استهدفت أحد الجسور على نهر العاصي، بالقرب من الحدود اللبنانية، والذي يستخدمه الجرحى والفارون من حملة القمع الحكومية، للجوء إلى لبنان.
يُشار إلى أن CNN، ووسائل إعلام أخرى، لا يمكنها التأكد من حصيلة الضحايا بشكل مستقل، نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
من جانب آخر، ذكر الرئيس السوري، خلال لقائه الثلااء رئيسة "لجنة الصداقة الأوكرانية السورية"، في البرلمان الأوكراني، الا ألكسندروفسكا، أن "ما تتعرض له سوريا، هو تكرار لمحاولات سابقة، تستهدف إضعاف دورها، وضرب استقرارها."
وأضاف الأسد أن "قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي، الذي تتمتع به،" مشيراً إلى أن "الشعب السوري، الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق، بإرادته ووعيه، أثبت قدرته مجدداً على حماية وطنه، وبناء سوريا المتجددة، من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات، بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج."
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن أعضاء الوفد الأوكراني عبروا عن "دعمهم للإصلاحات التي تجري في سوريا، وعزمهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض،" وأن زيارتهم سوريا "أتاحت لهم الاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها، وكشفت لهم حجم التهويل وتشويه الحقائق الذي تتعرض له."
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/ آذار، من العام الماضي، انتفاضة شعبية واسعة تنادي بإسقاط الأسد، راح ضحيتها آلاف القتلى، في حملة قمع أطلقها النظام لسحق أكبر احتجاجات يواجهها الرئيس السوري، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده، قبل نحو 12 عاماً.