واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا السيناتور الأميركي، جون ماكين، الاثنين، الولايات المتحدة لقيادة جهود دولية لحماية المدنيين في سوريا عن طريق شن ضربات جوية على القوات الحكومية السورية التي تقوم بسحق احتجاجات مناهضة للنظام أوقعت الاثنين، 19 قتيلاً.
وقال السيناتور الجمهوري، في كلمة أمام مجلس الشيوخ: "تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوري الحر وجماعات معارضة أخرى أمر ضروري، ولكن نظراً للتأخر الحاصل، فهذا وحده لن يكون كافيا لوقف المذبحة وإنقاذ الأرواح البريئة."
واستطرد ماكين، وهو عضو بارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، قائلاً: "الطريقة الواقعية الوحيدة للقيام بذلك هو عن طريق القوة الجوية الأجنبية."
وأوضح أن هدف الضربات الجوية هو التأسيس والدفاع عن ملاذات آمنة في شمال سوريا حيث يمكن لعناصر الجيش السوري الحر والجماعات المسلحة الأخرى تدريب وتنظيم صفوفها لتصبح قوة عسكرية فاعلة، مضيفاً: "على الأرجح بمساعدة شركاء أجانب."
وتابع: "سنطلب المشاركة الفاعلة من شركائنا العرب مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر "والحلفاء الراغبين" بالاتحاد الأوروبي والناتو وتركيا."
وذكر ماكين، وهو من قدامى المحاربين بحرب فيتنام، أن أي جهد من هذا القبيل يتطلب تدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية، وأردف: ""نحن الوحيدون القادرون على فعل ذلك."
وتكهن بحدوث تدخل على نحو ما في سوريا حتى في حال عدم تحرك الولايات المتحدة، ونوه:" يبقى السؤال الحقيقي للسياسة الأمريكية هو ما إذا كنا سوف نشارك في هذه المرحلة المقبلة من الصراع في سوريا، وبالتالي زيادة قدرتنا على تشكيل النتيجة لصالح الشعب السوري ولنا."
ومؤخراً، أيد السيناتور الأمريكي البارز والمرشح الرئاسي السابق، تسليح المعارضة السورية كما دعا، في فبراير/شباط الفائت إلى "إنشاء مجموعة اتصال حول سوريا وبناء تحالف" يتولى متابعة الوضع فيها."
وأضاف: "يجب أن نبدأ في مراجعة كل الخيارات، بما في ذلك تسليح المعارضة.. يجب أن يتوقف نزف الدم."
إلا أن رئيس هيئة الأركان بالجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، أشار في وقت سابق عن مخاوف تعتري الولايات المتحدة إزاء تزويد المعارضين لنظام الأسد، بدعم عسكري وأسلحة، بسبب ما وصفه بـ"غموض" الوضع في سوريا.
وتأتي دعوة المسؤول الأمريكي وسط سقوط المزيد من القتلى بالعمليات العسكرية لقوات الأسد ضد المناهضين له المطالبين بالتغيير، حيث قتل 19 شخصاً، الاثنين، وفق نشطاء.
وفي المقابل، قال مسؤول بارز في البنتاغون إن وزير الدفاع، ليون بانيتا: "مهتم باستكشاف الخيارات التي يمكن أن تساعد في وضع حد للعنف الوحشي في سوريا، لكنه مدرك في ذات الوقت بأن هذه أزمة معقدة للغاية."
وأردف المصدر: "التدخل في هذا الوقت قد يفاقم للغاية المشاكل داخل البلاد".
وبعد تزايد الجدل حول دعوة المجتمع الدولي لتبني اقتراح بتسليح المعارضة السورية، عاد الزخم إلى دوائر الدبلوماسية مرة أخرى، خاصةً بعدما أغلقت كل من روسيا والصين الطريق أمام مجلس الأمن، لاتخاذ قرار يدعو الأسد إلى التخلي عن السلطة، بموجب خطة عمل أقرتها جامعة الدول العربية.