دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أبلغ المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، بأن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لم يرسل أي "إشارة سلام"، بشأن خطة "النقاط الست"، التي اقترحها المبعوث الدولي، لوقف "آلة القتل"، التي حصدت ما يقرب من 10 آلاف قتيل.
وقال عنان، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، بمناسبة انتهاء موعد المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لنظام الأسد، لسحب قواته العسكرية من مختلف المناطق السكنية، بحلول الثلاثاء 10 أبريل/ نيسان الجاري، إن القوات الحكومية ما زالت تواصل عملياتها العسكرية ضد المدنيين في سوريا، بعد انتهاء موعد المهلة.
وفيما أشار عنان، في رسالته التي حصلت CNN على نسخة منها، إلى أن القوات الموالية لنظام الأسد انسحبت بالفعل من بعض المدن، وهو نفس ما أكد عليه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في وقت سابق الثلاثاء، فقد شدد المبعوث الدولي على أن هذه القوات "أصبح لها أهداف جديدة."
كما طالب المبعوث الدولي مجلس الأمن الدولي ببذل المزيد من الجهود، لضمان إلزام كلاً من النظام السوري والمعارضة، بوقف إطلاق النار، وقال: "من الضروري أن تظهر خلال الساعات الـ48 المقبلة، علامات على تغير فوري وواضح في الوضع العسكري لقوات النظام السوري في أنحاء سوريا."
وفيما أكد المبعوث المشترك أنه "ينبغي على النظام السوري، انتهاز الفرصة لتغيير نهجه بشكل جوهري"، فقد طالب، في المقابل، مسلحي المعارضة بوقف القتال، "من أجل عدم إعطاء النظام السوري ذريعة، لعدم تنفيذ التزاماته."
وكان عنان قد أعلن، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنوب تركيا، في وقت سابق الثلاثاء، بعد تفقده عدداً من مخيمات اللاجئين السوريين، رفضه القول بأن مبادرته لوقف العنف في سوريا، قد فشلت، نتيجة استمرار حملة القمع التي تشنها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، رغم انتهاء المهلة.
وقال عنان، خلال المؤتمر المشترك مع نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، إنه "من المبكر جداً" القول بأن خطته لإقرار السلام في سوريا قد فشلت، وأجاب رداً على سؤال بهذا الصدد قائلاً: "إذا كنت تريد طرحها جانباً من على الطاولة، فما هو البديل المتاح ليحل مكانها؟"
واعتبر المبعوث الدولي أن خطته، والتي تدعو إلى سحب القوات العسكرية من مختلف المناطق السكنية، وفق جدول زمني محدد، ما زالت "الخيار الوحيد"، في الوقت الراهن، أمام الحكومة السورية لإنهاء الأزمة الراهنة، وبدء حوار مع المعارضة.
وكان عنان قد أصدر بياناً، في وقت سابق السبت، عبر فيه عن "صدمته" إزاء التقارير التي تشير إلى زيادة أعمال العنف في سوريا، كما اعتبر التصعيد الأخير من جانب قوات الأسد يُعد "انتهاكاً للضمانات والتأكيدات التي منحت له."
جاءت تصريحات عنان بعد قليل من تأكيد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو الثلاثاء، أن حكومة بلاده سحبت فعلاً بعضاً من قواتها من المدن، تماشياً مع خطة سلام دولية قدمها المبعوث الدولي.
وقال المعلم إن بلاده "بدأت بالفعل بتنفيذ خطة عنان"، مضيفاً أن "الحكومة السورية قامت بسحب القوات، وسمحت لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا، منذ 25 آذار (مارس) الماضي"، كما ذكر أن سوريا "لم تطلب من عنان أن يوافيها بضمانات مكتوبة من المجموعات المسلحة، والدول الراعية لها، بل أن يتصل بها وأن يعطيها نتائج هذه الاتصالات."
وعلى صعيد التطورات الميدانية في سوريا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط ما يزيد على 70 قتيلاً، في المواجهات مع القوات الموالية لنظام الأسد الثلاثاء، من بينهم أربع نساء، وثلاثة أطفال، وأشارت إلى أن مدينة حمص وحدها، شهدت سقوط 30 قتيلاً على الأقل.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إنه تم الثلاثاء تشييع جثامين 33 قتيلاً من عناصر الجيش وحفظ النظام، استهدفتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة"، وهو الاسم الذي تطلقه الحكومة على مسلحي المعارضة، في ريف دمشق، وحمص، وإدلب، والحسكة، وحلب.
يُشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل، بسبب القيود الصارمة التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الأجانب.