عبدالباسط ساروت الذي بات أحد رموز الحراك السوري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف رياضيون سوريون قاموا بتشكيل رابطة منشقة عن الأجهزة الرياضية الرسمية أنهم سيقومون خلال الأيام القليلة المقبلة بمخاطبة اللجنة الأولمبية الدولية وإرسال وفد إلى مقرها لطلب منع القيادة الرياضية السورية الحالية من المشاركة في أولمبياد لندن 2012.
واتهم الرياضيون المنشقون الاتحادات الرسمية بالمساهمة في قمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عام، كما سمحت باستخدام المنشآت الرياضية كأماكن للاعتقال والتعذيب ومستودعات للأسلحة، بحسب قولهم.
وقال محمد ياسر الحلاق، المنسق العام لـ"رابطة الرياضيين السوريين الأحرار" الموجود حالياً في مصر، في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إن الرابطة قررت إرسال خطاب إلى اللجنة الأولمبية الدولية خلال 48 ساعة "لشرح الانتهاكات المرتكبة من قبل 'منظمة الاتحاد الرياضي العام' في سوريا، وكذلك اللجنة الأولمبية السورية التي استخدمت المنشآت وقامت بإرغام الرياضيين على التطوع في عمليات القمع والمشاركة في استهداف المحتجين في الشوارع والمساجد."
واتهم الحلاق الاتحاد الرياضي العام في سوريا بالتمييز بين الرياضيين بحسب ولائهم للنظام، قائلاً، " إن الملاكم ناصر الشامي، الحائز على ميدالية برونزية في أولمبياد 2004، أصيب بالشلل بعد إصابته في مدينة حماة برصاص قوات الأمن، ولم يحصل على أي مساعدة حكومية، واضطر للفرار إلى الأردن، كما قتل لاعب نادي الكرامة ومنتخب سورية للشباب سابقاً "أحمد سويدان" بعمليات للقوات الحكومية في حمص دون أن يحصل أهله على تعويض."
وأضاف: "بالمقابل، حصل الملاكم غياث طيفور على تعويض مالي كبير بعد مقتله في حلب لأنه كان يشارك في عمليات مؤيدة للنظام،" وفق الحلاق نفسه.
وأكد الحلاق أن الرابطة المنشقة عن النظام السوري لن تكتفي بالرسالة بل "ستعرض شهادات لشخصيات تكشف كيف طلب منها استخدام الرياضيين في أنديتها بأعمال القمع، وسيتم توجيه اتهامات لأشخاص بعينهم، بينهم رئيس أحد أندية العاصمة، كما سيشرحون كيف تحولت الملاعب إلى مخازن أسلحة ومعتقلات لقوات النظام."
واضاف أن بعض الشخصيات التي ستقدم شهادتها ستمثل مفاجأة للجميع لأنها موجودة حالياً في سوريا ولم تعلن انشقاقها بعد.
وتابع قائلاً: "هناك أربعة من الرياضيين المنشقين مستعدون للإدلاء بشهادتهم في مقر اللجنة الأولمبية الدولية بمدينة لوزان السويسرية، وسيكشفون عن هويتهم لأول مرة، كما سيشهد ضابط منشق كان يخدم في معسكرات تدريب للمسلحين الموالين للحكومة التي أقيمت بملعب الجلاء بدمشق، ولكن الشهادة الأبرز ستكون لشخصية ما زالت داخل سوريا، وهي موجودة على مسافة قريبة جداً من المسؤولين الرياضيين المتورطين في دعم النظام."
ولفت إلى أن مطالب الرياضيين ستتركز على الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق في أوضاع الاتحاد الرياضي السوري الذي يخالف نظام اللجنة الأولمبية الدولية لجهة كونه منظمة حزبية تتبع لنظام سياسي يسخرها لمصالحه وأهدافه الخاصة.
ونفى الحلاق أن يكون الهدف من التحرك هو منع مشاركة سوريا بالألعاب الأولمبية المقبلة في لندن، قائلاً، إن غياب الرياضيين السوريين عن الألعاب سيحزن جميع السوريين.
وأشار إلى أنه في ظل صعوبة طلب أن يسير الوفد السوري تحت علم الثورة السورية الحالي، فإن الدعوات ستتركز على طلب مشاركة الرياضيين تحت العلم الأولمبي، أسوة بما جرى تقريره في حالات أخرى.
ورأى الحلاق أن الطلب المقدم من الرابطة قد ينال فرصة القبول، خاصة في ظل التقارير الصحفية التي أشارت إلى إمكانية حصول ذلك بعد حديث رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، البلجيكي جاك روغ في عدة مناسبات، وكذلك حديثه عن التواصل مع الأمم المتحدة لمنع مشاركة المسؤولين الرياضيين أو اللاعبين السوريين الذي جرى إدراجهم ضمن قوائم العقوبات.
يشار إلى أن "رابطة الرياضيين السوريين الأحرار" التي أعلنت عن نفسها في منتصف مارس/آذار الماضي من خلال بيان حمل توقيع أكثر من مائة رياضي، بينهم 23 قرروا إعلان أسمائهم، قد نالت اعتراف أغلب الأطياف السياسية السورية.
كما سبق للرابطة أن عقدت مؤتمرها التأسيسي الأول في القاهرة في السابع من أبريل/نيسان الجاري، وأصدرت "وثيقة عمل" دعت فيها الرياضيين السوريين إلى الامتناع عن المشاركة في البطولات المحلية الجارية حالياً في سوريا، وأعلنت سعيها للحصول على اعتراف الاتحادات واللجان والهيئات والروابط الرياضية العربية والدولية والمساهمة في حملات الإغاثة للمتضررين من عنف النظام.
وبحسب الرابطة فقد سجل حتى الآن مقتل 12 رياضياً سورياً منذ بداية الحراك المناهض للرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011، أبرزهم صبحي نحيلي، لاعب منتخب سوريا بألعاب القوى، ويمان الجوابرة لاعب منتخب سوريا بالكيك بوكسنغ، وجمال بايرلي لاعب منتخب سوريا بالكارتيه، إضافة للاعب كرة القدم أحمد سويدان، وبطل سوريا برمي الكرة الحديدة، فياض أبازيد، الذي سقط الأحد.
كما أصيب خمسة من الرياضيين أبرزهم ناصر الشامي، حامل برونزية الملاكمة في أولمبياد أثينا 2004، وعماد خانكان، مدرب المنتخب السوري الأولمبي، وعمر جميل الخضر، البطل الآسيوي في لعبة الترياتلون، وعبد الباسط ساروت، لاعب منتخب سوريا الأولمبي وأحد أبرز وجوه الحراك الثوري في مدينة حمص اليوم.
علاوة على ذلك فقد تم رصد اعتقال 21 رياضياً، أبرزهم الملاكم العالمي أحمد الوتار، والمدرب الكروي أنور عبد القادر، ولاعب منتخب رجال سورية بكرة القدم سابقاً رغدان شحادة، وأفرج عن معظمهم بعد احتجازهم لمدد وصلت أحياناً إلى 70 يوماً، ويبقى أربعة من الرياضيين رهن الاعتقال، هم: صبحي الحواس، بطل سوريا بكمال الأجسام، وقتيبة السراج لاعب منتخب سوريا بكرة اليد، وحسين دروبي، لاعب الكرة في نادي حطين، والسباح ياسر حموي.
ويذكر أن الحلاق، وقبل الإعلان عن تشكيل "الرابطة" كان قد شغل منصب رئيس لجنة اللاعبين المحترفين في اتحاد الكرة السوري، وقد تعرض للاعتقال لمدة 40 يوماً، وأصدر الاتحاد الرياضي العام مؤخراً قراراً بفصله نهاية مارس/آذار الماضي، إلى جانب لاعبي الكيك بوكسنغ خالد المدلجي، وفراس سعدة، وذلك عقب إعلانه الانشقاق عن المنظمة الرياضية، بسبب ما وصف "بمخالفة قيم المنظمة" حسب ما نص عليه قرار الفصل