دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اتهمت المعارضة السورية قوات النظام بمواصلة اختراق الهدنة في اليوم السادس لدخولها موضع التنفيذ، مشيرة إلى سقوط 32 قتيلاً برصاص الجيش وقوات الأمن، بينما قالت تقارير صحيفة حكومية في دمشق إن مسلحين قتلوا ستة من عناصر الأمن، بينما اتهمت موسكو المعارضة السورية بالتصعيد والعمل لإسقاط مبادرة كوفي عنان.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى برصاص قوات الأمن ارتفع إلى 32، بينهم طفلة وامرأة، وتوزع القتلى بواقع 20ً في حمص، وثلاثة في إدلب، وأربعة في درعا، إلى جانب قتيلين في كل من حلب وحماه، وقتيل في ريف دمشق.
وأشارت اللجان إلى استمرار عمليات القصف على أحياء عديدة في حمص، إلى جانب مناطق أخرى في البلاد، إلى جانب أعمال الاقتحام والمداهمات.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن من وصفتها بـ"المجموعة الإرهابية المسلحة" فجرت عبوة ناسفة بقوات حفظ النظام على طريق المصطومة إدلب، ما أدى لمقتل ستة عناصر، بينهم ضابط برتبة ملازم أول وأصيب 11 آخرون في الاعتداء.
كما أشارت الوكالة إلى مقتل شرطي في درعا وضابط برتبة مقدم في دوما بريف دمشق، كما اتهمت "مجموعات إرهابية مسلحة" بمهاجمة ثلاث حافلات تقل قوات لحفظ النظام واختطاف بعض أفرادها خلال عودتهم من عملهم إلى مكان سكنهم، وذلك في مناطق خناصر وقناطر وخان العسل بحلب.
وتشير هذه الأرقام، التي لا يمكن لـCNN تأكيد صحتها نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها، إلى عودة مستويات العنف في سوريا للتصاعد، بعد تراجع "نسبي" في اليومين الأولين لإعلان وقف إطلاق النار وقف خطة المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان.
على المستوى السياسي، عقد وليد المعلم وزير الخارجية السوري، جلسة مباحثات في بكين مع نظيره الصيني، يانغ جيه تشى، معرباً عن "امتنان سوريا" وتقديرها لموقف الصين "المبدئي والثابت الداعم لسوريا في المحافل الدولية" معتبراً أن الموقف "أعاد الأمل والتوازن إلى ساحة السياسة الدولية،" على حد تعبيره.
وفي مؤتمر صحفي بعد اللقاء، قال المعلم إن الحكومة السورية "التزمت بوقف إطلاق النار وتم الإفراج عن عدد من المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة وسنواصل العمل مع مبعوث الأمم المتحدة لإنجاح مهمته."
واعتبر المعلم أن لبلاده مصلحة في وصول "بعثة المراقبين" متهماً المعارضة بارتكاب عشرات "الخروقات" لوقف إطلاق النار.
وحول ما ذكره مبعوث الأمم المتحدة، بان كي مون، حول أن أعداد المراقبين التي قد تصل إلى 250 مراقبا ليست كافية وهناك حاجة لاستخدام طائرات ومروحيات قال وزير الخارجية والمغتربين: "نعتقد أن 250 مراقباً عدد معقول ولا نعلم لماذا يريدون استخدام سلاح الطيران، مع ذلك اذا كانت هناك حاجة لمثل ذلك فان سوريا مستعدة لوضع سلاحها الجوي تحت تصرف بعثة الأمم المتحدة."
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن المعارضة السورية "تعمل لإحباط خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا" لافتا إلى أن هناك "الكثير من الراغبين في فشل الخطة ليصبح بالإمكان المطالبة باستخدام أساليب أخرى - يقصدون بها أساليب القوة - بالدرجة الأولى."
واتهم لافروف المعارضة السورية بـ"استفزاز واستثارة استئناف العنف من أجل تقويض الهدنة" على حد تعبيره، وزعم أن الصحف التركية نقلت معلومات حول استغلال عناصر سورية منشقة عن الجيش لمخيمات اللاجئين في تركيا من أجل التحضير لمهاجمة الحواجز السورية.