موسكو، روسيا (CNN)-- خطت الخارجية الروسية على نفس النهج الذي دأب عليه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عندما وجهت موسكو اتهامات لمن أسمتها "أطراف خارجية"، بالعمل على إثارة المزيد من أعمال القتل والعنف في الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات دامية، منذ ما يزيد على 14 شهراً، خلفت آلاف القتلى.
وفيما عبرت موسكو عن إدانتها للتفجيرات الدامية، التي شهدتها دمشق الخميس، وأسفرت عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً، فقد عبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن مجلس الأمن الدولي لن يسمح لـ"القوى الخارجية"، بالتدخل العسكري في سوريا.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني في بكين، إن "بعض البلدان لا تساعد في تسوية النزاع السوري بل على العكس تحرض المعارضة على أن تفعل ما يتطلب التدخل العسكري"، وتابع بقوله: "هذا أمر غير مقبول، ولن يقبله مجلس الأمن."
وفيما لم يفصح الوزير الروسي عن أسماء الدول أو الأطراف التي يقصدها، فقد شدد، في تعليق له على الانفجارين اللذين وقعا على الطريق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي، صباح الخميس، على قوله إن هناك من "يلحق ضرراً عملياً، ويقوم بأعمال تهدف إلى تفجير الوضع"، حسبما نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء.
وعن بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، ومدى نجاح مهمتها في وقف أعمال العنف في سوريا، بموجب خطة "النقاط الست"، التي قدمها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، قال لافروف إن "هناك من ينبئ بفشل مهمة المراقبين"، وتابع بقوله إن "من ينبئ بذلك، فهو يلحق ضرراً ببعثة المراقبين."
وفي ذات السياق، نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن وزير الخارجية الروسي قوله، خلال اجتماع لوزراء خارجية "منظمة شنغهاي"، إن " التدخل الخارجي باستخدام القوة في النزاعات الداخلية، يمكن أن يؤدي إلى تفجير الاستقرار، وتقوية عوامل الفوضى في الشؤون الإقليمية، على غرار ما نشاهده في النموذج الليبي."
من جانبها، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين بالحكومة السورية، رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية التفجيرات التي شهدتها دمشق الخميس، تضمنت أيضاً إلى تفجيرات سابقة شهدتها مدن سورية أخرى.
واعتبرت دمشق، في رسالتيها إلى المسؤولين الدوليين، أن "هذه الجرائم المتصاعدة، تؤكد أن سوريا تتعرض لهجمة إرهابية، تقودها تنظيمات تتلقى دعماً مالياً، وتسليحاً، من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية، والتشجيع على ارتكابها"، دون أن تسمها، رغم أن دمشق وجهت اتهامات مماثلة سابقة، إلى كل من السعودية وفطر وتركيا.
وتابعت الخارجية السورية في كلتا الرسالتين: "كما تقف خلف هذه الأعمال الإرهابية أجهزة إعلامية تحريضية معروفة، تدعو إلى اقتراف المزيد من هذه الجرائم، وتبررها، وتقدم لها الدعم الإعلامي."
يُذكر أن كلاً من روسيا والصين كانتا قد استخدمتا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار حول سوريا، يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، ويدين الحكومة السورية، بينما صوتت لصالحه سائر الدول.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.