دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اتهمت المعارضة السورية قوات الحكومة بقتل 46 شخصاً خلال عمليات عسكرية نفذتها في مختلف المناطق الأربعاء، بينما هدد "الجيش الحر" باعتبار نفسه في حل من تعهدات خطة السلام ما لم تلتزم دمشق بها خلال 48 ساعة.
وأكد ناشطون معارضون في مدينة الحولة السورية أن القوات الموالية للحكومة بدأت تقصف الأحياء السكنية بعد مغادرة وفد من بعثة المراقبة الدولية كان يجول في المنطقة التي شهدت مجزرة دامية راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء.
بينما قالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تعمل على رصد الأوضاع الميدانية، إن 46 شخصاً قتلوا في سوريا الأربعاء، سقط معظمهم في حمص وريف دمشق ودرعا، وتوزع الباقون على حلب وإدلب وحماه.
وأشارت اللجان إلى تعرض أحياء في حمص إلى القصف وإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة والهاون من قبل القوات الحكومية، كما أكدت على وجود تعزيزات عند مداخل مدينة ديرالزور وقصف على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، إلى جانب وقوع اشتباكات بين الجيش ومنشقين معارضين في حماه.
وبحسب اللجان، فإن مدينة الحولة التي جرت فيها مجزرة دموية دفعت المجتمع الدولي للتصعيد بوجه النظام السوري، شهدت قصفاً عنيفاً مصدره مواقع الجيش، مضيفة أن السكان ناشدوا المراقبين الدوليين زيارتهم لتفقد الأوضاع.
وفي السياق عينه، أصدر المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، التجمع الأكبر للمعارضة في البلاد، بياناً اتهم فيه قوات موالية للحكومة بقصف الحولة بالدبابات والمدفعية، مضيفاً أن الأهالي وجهوا "نداء استغاثة نتيجة الهجوم الوحشي التي يشنه النظام على البلدة، بعد أن قام بسحب الحواجز العسكرية المحيطة بها، مما يوحي عادة ببدء مرحلة من الهجمات الصاروخية."
ودعا المجلس الوطني فريق المراقبين الدولي إلى سرعة التحرك نحو "الحولة" وممارسة الضغط على النظام لوقف عمليات القصف و"حماية من تبقى من المدنيين فيها."
من جانبه، قال ناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، في تسجيل فيديو منشور عبر الانترنت، إن القوات الموالية للمعارضة السورية قررت منح نظام الرئيس بشار الأسد مهلة 48 ساعة للالتزام بخطة المبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان.
وقال الناطق باسم الجيش الحر، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل، إنه لم يعد هناك من مبرر لاستمرار التهدئة، مضيفاً أن على دمشق الالتزام بالخطة وسحب القوات من المدن ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وضمان حركة المظاهرات السلمية ودخول مفاوضات جدية لتسليم السلطة.
وبحسب ما حدده التسجيل فإن المهلة تنتهي في الساعة 12 من ظهر الجمعة.
من جانبها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى أن قوات الأمن والجيش شيعت 25 من عناصرها، سقطوا بعدما "استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في دمشق وريفها ودرعا وحمص وحلب ودير الزور،" على حد تعبيرها.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من التقارير حول الأوضاع الميدانية في سوريا، وذلك بسبب رفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.