دمشق، سوريا (CNN) -- وسط خروقات لاتفاق وفق إطلاق النار وتواصل العمليات العسكرية وأعمال العنف، انطلقت في سوريا، الاثنين، أول انتخابات برلمانية بعد صدور قانون سمح بتشكيل الأحزاب السياسية، ضمن إصلاحات سياسية أقرها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في محاولة لتهدئة انتفاضة شعبية متواصلة منذ مطلع العام الماضي.
وبدأت العملية الانتخابية الساعة السابعة صباحاً، بالتوقيت المحلي، وتستمر حتى الساعة العاشرة ليلاً.
وقال وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، إن: "الانتخابات تجري على أساس التعددية السياسية والحزبية وبناء على قانون الانتخابات الجديد الذي أناط الإشراف على الانتخابات بالقضاء المستقل عبر الهيئة العليا للانتخابات.
وبلغ عدد المرشحين لعضوية مجلس الشعب القادم 7195 مرشحا، سيتنافسون على 250 مقعدا في البرلمان.
وتعتبر هذه الانتخابات هي الأولى بعد صدور قانون أحزاب سمح بتشكيل الأحزاب السياسية، كما أنها الأولى بعد المصادقة على الدستور الجديد الذي سمح بتعددية سياسية ملغيا المادة الثامنة التي كانت تعتبر حزب البعث الحزب القائد للدولة والمجتمع، في خطوات وصفها أنصار الأسد بالإصلاحات ومناهضوه بـ"المناورة."
وتشهد سوريا احتجاجات واسعة منذ مارس/آذار الماضي، قابلتها السلطات بحملة قمع مستمرة تهدف إلى سحق المظاهرات بالقوة، في حين تقول منظمات دولية إن آلاف المدنيين قتلوا ونزحوا جراء الحملة الحكومية.
وكان الرئيس السوري قد أقر سلسلة إجراءات لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة، شملت إلغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 1963، وإصدار عفو عن المعتقلين السياسيين، وتشكيل لجنة لوضع قانون جديد للإعلام.
وفي أغسطس/آب الماضي، أصدر الرئيس السوري مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا آخر حول قانون الأحزاب.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت تصاعدت فيه في الأيام الأخيرة أعمال عنف من انفجارات واشتباكات، تسببت في سقوط ضحايا رغم موافقة السلطات والمعارضة على اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة المبعوث الأممي العربي، كوفي عنان، وتواجد نحو 60 مراقبا دوليا في سوريا.
وفي هذا السياق، قال عنان إن خطة السلام تمضي على مسارها على الرغم من التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار.
وأوضح المبعوث الأممي العربي، وبحسب أحمد فوزي المتحدث باسمه، إن الأزمة في سوريا مستمرة منذ أكثر من عام وإن حلها لن يستغرق يوما أو أسبوعاً.
وميدانياً، لقي ما لا يقل عن أربعة أشخاص مصرعهم، الأحد, وفق "لجان التنسيق المحلية في سوريا"، وهي منظمة معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات.
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل عن التقارير الواردة من سوريا نظراً لقيود يفرضها النظام على عمل وسائل الإعلام الأجنبية.