دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أفادت مصادر المعارضة السورية بارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات مع القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، في مختلف المحافظات الخميس، إلى 128 قتيلاً، سقط معظمهم في درعا وحمص وريف دمشق، بينما حذرت واشنطن قوات الأسد، التي تشارك في الهجمات على المدنيين، من أنها قد تواجه القضاء الدولي، في وقت أكدت فيه موسكو أن الرئيس السوري لن يغادر السلطة بإرادته.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة تقوم برصد الأوضاع الميدانية في البلاد، إن أعداد القتلى بلغت الخميس 128 قتيلاً، بينهم أكثر من عشرة أطفال، كما سقط العشرات في مجازر توزعوا على أنخل، وكفرشمس، في درعا، ودوما قرب دمشق، وديربعلبة في حمص.
وعلى مستوى المحافظات، فقد سقط 39 قتيلاً في درعا، و35 في حمص، و27 في ريف دمشق، وثمانية في إدلب، وخمسة في حماة، وأربعة في دير الزور، وثلاثة في حلب، إلى جانب قتيلين في دمشق، وقتيل واحد في اللاذقية.
من جانب آخر، قال السفير الأمريكي في سوريا، روبرت فورد، إن الولايات المتحدة ومعها المجتمع الدولي "سيعملان مع الشعب السوري، من أجل تحديد هوية العناصر العسكرية المسؤولية عن الهجمات على المدنيين"، من أجل محاسبتها.
وذكّر فورد، في تصريح عبر موقع "فيسبوك"، بالمحكمة الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، والتي لاحقت 161 شخصاً على خلفية اتهامات تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف فورد: "يجب على عناصر الجيش إعادة التفكير في موقفهم الداعم لنظام يخسر معركته.. على الجنود والضباط اليوم تحديد خياراتهم، هل يريدون تعريض أنفسهم للملاحقة الجنائية بسبب دعمهم للأعمال البربرية التي يرتكبها نظام الأسد ضد المواطنين السوريين؟.. أم يريدون ضمان دور الجيش المحترف في سوريا الديمقراطية عبر دعم الشعب بسعيه للانتقال إلى دولة ديمقراطية متسامحة وتحترم العدالة وحقوق الإنسان؟"
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "صدى موسكو"، إن مغادرة الرئيس السوري الحالي سدة الرئاسة بملء إرادته "أمر غير محتمل"، وأضاف أن أي خطة تنص قبل كل شيء - أي قبل وقف العنف والانتقال إلى الحوار السياسي - على رحيل الأسد، ستكون دون جدوى "لأنه لن يرحل"، على حد تعبيره.
وقال الوزير الروسي إنه من الضروري فهم واقع انتخاب الأسد، الذي قال إنه "حصل على نصف أصوات السوريين على الأقل، وهم يرتبطون به بشكل أو بآخر"، واعتبر أن روسيا "لن تسمح بتكرار سيناريو ليبيا في سوريا"، وفقاً لما نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
من جانبه، أعلن "المجلس الوطني"، التجمع السياسي الأكبر للمعارضة السورية، أنه "يتابع وضع اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق،" مشيراً إلى أن حكومة الإقليم "تؤكد دعمها لمطالب الشعب السوري."
وقال المجلس في بيان له إن رئيسه عبد الباسط سيدا: "أجرى اتصالات مع قيادات إقليم كردستان العراق لمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين في الإقليم وحث حكومة الإقليم على رعاية هؤلاء اللاجئين خلال إقامتهم المؤقتة في العراق القطر الشقيق والجار."
وأضاف البيان أن المسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق "أكدوا لرئيس المجلس الوطني السوري دعمهم للشعب السوري ولمطالبه المشروعة والعادلة المتمثلة بالحرية والمساواة وبناء الدولة الديمقراطية المدنية، وتعهدهم بتقديم كل المساعدة الممكنة للاجئين السوريين في الإقليم."
كما أفاد المجلس بأن سيدا اتصل بالعقيد رياض الأسعد، قائد "الجيش السوري الحر" المكون من عناصر منشقة عن النظام، وجرى الاتفاق على "تمتين التنسيق والعمل المشترك بين المجلس الوطني والجيش الحر، كما تم الاتفاق على ضرورة دعم الجيش السوري الحر، ليتمكن من تصعيد رده على الجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها النظام الأسدي ضد الشعب السوري."
كما التقى سيدا وأعضاء مكتب الارتباط العسكري في المجلس الوطني مع ممثلين عن قادة الكتائب العسكرية في مدينة حمص، وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من مكتب الارتباط العسكري وقادة الكتائب العسكرية في حمص "تحقق أقصى درجات التنسيق بين المجلس الوطني السوري والكتائب العسكرية ودعم هذه الكتائب."