عمان، اﻷردن (CNN) -- أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل ، استمرار التحقيق في مقتل القيادي في الحركة كمال غناجة، مشيرا إلى أن الظروف التي رافقت ذلك في العاصمة السورية دمشق، ما تزال غامضة.
ولفت مشعل في كلمة ألقاها خلال مشاركته في تشييع القيادي الذي وصل جثمانه إلى العاصمة عمان مساء الخميس، إلى أن آثار الحرق وجدت على جسد غناجة، وان الحركة ما تزال تحقق في ملابسات وفاته.
وشارك مشعل والآلاف من أنصار الحركة في عمان، بتشييع غناجة الذي تقيم عائلته في عمان وقتل في دمشق الأربعاء حيث وجهت المعارضة السورية أصابه الاتهام إلى النظام السوري بقتله، بحسب تصريحات إعلامية.
إلى ذلك، أكد مشعل أن حماس مستمرة في "نهجها الجهادي،" داعيا أن "يُحتسب غناجة عند الله شهيدا،" قائلا إنه "تمنى الشهادة منذ عشرين عاما قضايا بين صفوف الحركة."
وعلق مشعل على مقتل غناجة بالقول :" وجدنا آثار الحرق واضحة في جثمان غناجة، وأشياء أخرى سنحقق فيها جميعها."
وكانت المعارضة السورية قد اتهمت عناصر من مجموعات "الشبيحة" وهي مليشيات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، بقتل كمال غناجة، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بمنزله في دمشق، بينما وصفت الحركة مقتله بأنه عملية "جبانة،" مشيرة إلى أنها تحقق في هوية الجهة المسؤولة عن ذلك.
وقال لجان التنسيق المحلية في سوريا ببيان لها إن غناجة، الذي يعتقد أنه أحد أبرز شخصيات الجناح العسكري لحماس في سوريا قتل على يد "الشبيحة،" مشيرة إلى أنه "تعرض للتعذيب حتى الموت بواسطة الشبيحة الذين أضرموا النار في منزله من أجل القضاء على كل أدلة الجريمة."
واتهمت اللجان النظام السوري بالسعي من أجل "إثارة النزاع" بين الفلسطينيين والسوريين من خلال قتل غناجة، وأضافت أن قوات موالية للنظام تقوم بدخول المخيمات الفلسطينية بدعوى حمايتها، بينما تعمد في الواقع إلى ارتكاب عمليات اغتيال واختطاف.
وبحسب لجان التنسيق، فإن النظام السوري "استغل الفلسطينيين لعقود" كما استخدم هذه القضية من أجل "استعباد شعبه" مضيفة أن دمشق تقوم بتجنيد تجار المخدرات والمدمنين في مجموعات "الشبيحة."
من جانبها، نعت حركة حماس في بيان لها غناجة، وقالت إنه "أحد كوادرها في سوريا،" مضيفة أنه يعرف أيضاً باسم "نزار أبو مجاهد،" وقد "تعرض لعملية قتل جبانة في منزله في العاصمة السورية دمشق"، موضحة أنها "تجري تحقيقاً لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة النكراء".
وأضاف البيان: "لقد قضى الأخ الشهيد أبو مجاهد عمره عاملاً في سبيل الله في صفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفي خدمة قضيته وشعبه" وختمت "حماس" بالقول: "إننا إذ نزف الأخ الشهيد إلى جنان الخلد، فإننا نؤكد أن دماءه الطاهرة لن تذهب هدراً."
وقال المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحماس إن غناجة سينقل إلى العاصمة الأردنية عمان من دمشق لدفنه هناك.
أما القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، فقال إن إسرائيل قد تكون وراء مقتل غناجة، مضيفاً أن من مصلحة تل أبيب "الاستفادة من الأوضاع القائمة والفراغ الأمني الموجود،" وأضاف: "الجهة الوحيدة المستفيدة من اغتيال قادة حماس هي إسرائيل."
غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، قال إن هناك "احتمال بأن إسرائيل ليست الجهة الوحيدة التي كانت تطارد" غناجة، مضيفاً أن الأخير "لم يكن قديساً،" في إشارة إسرائيلية إلى نشاطه العسكري والأمني.
يشار إلى أن حركة حماس كانت ترتبط بعلاقات تحالف قوية مع دمشق التي باتت مقراً لمعظم قياداتها، غير أن مواقف الحركة من سوريا تبدلت مع الثورة التي قامت ضد النظام فيها، إذ أعلن عدد من قادتها تأييدهم لمطالب الشعب، دون أن يصل الأمر إلى مهاجمة الأسد شخصيا، كما خرج معظم قادة حماس من سوريا.