دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت المعارضة السورية الاثنين، عن تشكيل "ائتلاف عسكري لجبهة الثوار"، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر بالمعارضة عن سقوط 32 قتيلاً في مواجهات مع القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، فيما تتزايد الضغوط الدولية على دمشق، لوقف أعمال القتل المتواصلة منذ ما يقرب من 15 شهراً، والتي خلفت ما يزيد على 15 ألف قتيل.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إنه تم الاثنين تشييع جثامين 30 "شهيداً" من عناصر الجيش وحفظ النظام، استهدفتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة"، في إشارة إلى "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، وأضافت أنه تم استهدافهم "أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني"، في كل من دمشق، وريف دمشق، ودرعا، وحمص، وحلب، ودرعا.

من جانبها، ذكرت لجان التنسيق المحلية، إحدى أبرز جماعات المعارضة في داخل سوريا، أن المواجهات مع القوات الحكومية، في مختلف المدن والبلدات السورية الاثنين، خلفت 32 قتيلاً على الأقل، سقط معظمهم في إدلب، التي تتعرض لقصف عنيف من قبل قوات الأسد، كما أفادت بـ"استشهاد" الناشط الإعلامي، بلال الزرزور، خلال اقتحام قوات الأمن بلدة "النعيمية" في محافظة درعا.

يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الواردة من سوريا، نظراً لقيود يفرضها النظام على وسائل الإعلام الأجنبية.

إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـCNN الاثنين، أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، وأمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، سوف يلتقيا وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في واشنطن الجمعة، للتشاور حول الخطوة المقبلة بشأن سوريا.

كما كان الملف السوري حاضراً بقوة على جدول أعمال القمة الأوروبية الروسية في سانت بطرسبرغ بروسيا الاثنين، حيث يتهم العديد من قادة العالم موسكو بدعم نظام الأسد، ومواصلة تزويده بالأسلحة، رغم العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وهي الاتهامات التي ينكرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن رئيس المجلس الأوروبي، فان رومبي، قوله في ختام القمة الأوروبية الروسية، إن الجانبين اتفقا على أن "خطة المبعوث الدولي، كوفي عنان، تتيح أفضل فرصة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية"، وشددا على ضرورة دعم هذه الخطة، وصولاً إلى وقف العنف في سوريا.

وقال رومبي، في مؤتمر صحفي عقب ختام اجتماع القمة: "نعبر عن تأييدنا الكامل لبعثة مراقبي الأمم المتحدة.. واتفقنا على أن خطة عنان تمثل أفضل فرصة لوقف العنف والحرب الأهلية، وإيجاد حل سلمي ثابت للمشكلة"، كما أكد على "ضرورة تضافر الجهود، لإيجاد حل للأزمة السورية."

ولفتت الوكالة الروسية إلى أن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، التقى المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، قبل انعقاد القمة الروسية الأوروبية، وبحث معها قضايا دولية تستأثر باهتمام روسيا والاتحاد الأوروبي، وعلى الأخص الأزمة السورية، التي تصدرت جدول أعمال القمة، وفقاً لما قالته المسؤولة الأوروبية.

ودعت أشتون خلال اللقاء إلى "ضرورة بذل كل الجهود، من أجل وضع حد لحالة العنف في سوريا، والبدء فورا بالعملية السياسية في البلاد"، وشددت على أن "العالم بحاجة إلى أن يتكاتف لتجنب كارثة، لأن العنف والقمع ليسا بحل، كما أن عسكرة الصراع سوف يجلب مزيداً من الويلات والمعاناة للشعب السوري."

من جانبه، أكد لافروف أن روسيا تواصل دعمها للمبعوث الدولي، في مسعاه إلى حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، وشدد على أن روسيا لا تجد بديلاً عن خطة عنان، وترى ضرورة أن يساعد المجتمع الدولي المبعوث الدولي على تنفيذ خطته، التي تشكل "أساساً لا بديل عنه، لإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة" في سوريا.