دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نفى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاتهامات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى موسكو بدعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يتهاوى على وقع احتجاجات شعبية واسعة تنادي بإسقاطه، من خلال استمرار الحكومة الروسية بتزويد نظام دمشق بالأسلحة.

وبعد يوم من الاتهامات التي وجهتها الوزيرة الأمريكية إلى روسيا الجمعة، رد الرئيس الروسي على تلك الاتهامات بقوله إن "جهود المجتمع الدولي ربما تكون سبباً في تصاعد العنف وعدم الاستقرار في سوريا"، مجدداً التأكيد على رفض بلاده أي تدخل عسكري خارجي في الأزمة السورية.

وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة النرويجية أوسلو: "حقيقة أن روسيا واصلت مبيعات الأسلحة، رغم جهود المجتمع الدولي لفرض عقوبات، ومنع وصول مزيد من الأسلحة إلى نظام الأسد، وبخاصةً الجيش السوري، قد أدت إلى تزايد المخاوف بشكل جدي لدينا."

وجاء رد الرئيس الروسي سريعاً، حيث أكد الجمعة، في أعقاب مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن "روسيا لا تصدر أسلحة من الممكن استخدامها في نزاعات داخل الدول ضد المدنيين."

وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين، قال بوتين إن "روسيا لا تساند أياً من أطراف النزاع السوري، وتؤيد الجهود المبذولة لوقف العنف مهما كان مصدره"، مؤكداً ضرورة مساعدة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، لتحقيق مهمته.

ونقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء أن روسيا وألمانيا ستعملان، بالتعاون مع دول أخرى، وبالأخص دول منطقة الشرق الأوسط، ومن خلال الاتصالات بالقيادة السورية، والرئيس بشار الأسد، في اتجاه وقف العمليات العسكرية في سوريا، وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

وفيما شدد بوتين على أنه "لا يجوز التكهن بفشل" مهمة عنان، فقد اعتبر أن "إيجاد حل سلمي للأزمة السورية أمر ممكن، وإن كان ذلك يتطلب جهداً كبيراً، لأن هذه الأزمة تمس مصالح الكثيرين، ويجب أن يتضمن الحل المطلوب إيجاده تحقيق التوافق بين مصالحهم."

وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق الخميس، أنها لن تؤيد التدخل العسكري الخارجي في سوريا، ولا فرض مزيد من العقوبات على دمشق، وقال المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، إن موسكو "لن تستجيب لضغط من يتمنى أن تغير روسيا موقفها من سوريا.

كما اتهمت موسكو من وصفتهم بـ"اللاعبين الخارجيين"، بأنهم يسعون إلى إحباط مساعي الممثل الخاص بالتسوية السورية، كوفي عنان، و"قبر" الخطة التي اقترحها لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.