دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أفادت مصادر في المعارضة السورية بسقوط ما يزيد على 217 قتيلاً في المواجهات بين القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، ومسلحي "الجيش السوري الحر"، في مختلف أنحاء سوريا الخميس، تزامناً مع إجهاض كل من روسيا والصين قراراً دولياً جديداً ضد سوريا.
ووسط المعارك الضارية التي تتواصل في دمشق، قطع التلفزيون السوري التكهنات التي أثيرت حول ما إذا كان الرئيس بشار الأسد قد غادر البلاد أم ما زال في العاصمة المنيعة لنظامه، بعد الهجوم على مقر الأمن القومي الذي أسفر عن مقتل عدد من قادة نظامه، ببث لقطات له مع وزير الدفاع الجديد، العماد فهد جاسم الفريج، الذي عينه بالمنصب خلفاً للعماد داوود راجحة، الذي قُتل في هجوم الأربعاء الماضي.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنظيم الأحداث على الأرض، إن حصيلة ضحايا الخميس تتضمن 70 قتيلاً في دير الزور، و40 في ريف دمشق، و33 في إدلب، وأشارت إلى أن حي "القابون" في العاصمة دمشق تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، استمر عدة ساعات الخميس.
وأفادت اللجان المحلية بتعرض بلدة المزيريب في درعا لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، وكذلك قرية النعيمية، التي سقط فيها جرحى جراء إطلاق نار عشوائي من قبل حاجز عسكري، كما ذكرت أن عدة حواجز في مدينة الزبداني انشقت عن قوات النظام، ووقعت اشتباكات عنيفة في الشوارع، بينما سقطت زخات من القذائف والصواريخ على منازل السكان.
وأكدت مصادر من أوساط المعارضة السورية أن مجموعات من الثوار تمكنت من السيطرة على عدد من المعابر الحدودية مع كل من تركيا والعراق، في تطور هو الأول من نوعه على صعيد المواجهات المستمرة بين القوات الموالية لنظام الأسد، و"الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة.
وقال مسؤولون أمنيون في محافظة الأنبار العراقية لـCNN إن مجموعات من الثوار تمكنت من السيطرة على معبر "البوكمال" عند الحدود مع العراق، وهو واحد من بين ثلاثة منافذ بين البلدين، كما قالت قيادات ميدانية في المعارضة السورية إن وحدات تابعة لها سيطرة على بوابة من بين بوابتين حدوديتين بين سوريا وتركيا.
وذكرت مصادر المعارضة لـCNN أن عناصر الجيش الحر سيطروا على بوابة "باب الهوى"، في حين اندلعت معارك عنيفة عند البوابة الثانية، بمحاولة للسيطرة عليها، وهي تقع على بعد كيلومتر واحد تقريباً.
من جانبه، ذكر المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، أن مدينة "منبج" في ريف حلب، "تحررت بشكل كامل"، وقد انسحبت قوات الجيش منها، ورفع علم المعارضة فوق مقرات الحكومة فيها، وأضاف أن قوات حرس الحدود في مدينة البوكمال الواقعة شرقي البلاد انسحبت من مواقعها بعد انشقاقات فيها، وانتشر الجيش العراقي عند الحدود.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، جلسة الجمعة، للبحث في مصير بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، مع انتهاء التفويض الممنوح لها منتصف ليلة 20/ 21 يوليو/ تموز الجاري، بعد ساعات على فشل المجلس في إصدار قرار جديد لفرض عقوبات ضد نظام الأسد تحت "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة، والذي عارضته كل من روسيا والصين.(المزيد)
ولجأت موسكو وبكين إلى استخدام حق النقض "الفيتو"، للمرة الثالثة منذ اندلاع الأزمة السورية، لإسقاط مشروع قرار كان يرمي لوضع خطة انتقال سلمي للسلطة في سوريا، تحت الفصل السابع، مما أثار انتقادات واسعة ضد الدولتين دائمتي العضوية بمجلس الأمن، حيث اتهمهما مندوبين غربيون بالمسؤولية عن استمرار القتل في سوريا.