دمشق، سوريا (CNN)-- قالت فرنسا، الاثنين، إنها ستدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على المستوى الوزاري، لوقف إراقة المزيد من الدماء في سوريا، إذ لا تلوح في الأفق بادرة لإنهاء الأزمة الدموية بالبلاد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، لراديو "ار تي ال" الفرنسي: "فرنسا ستتولى رئاسة مجلس الأمن في الأول من أغسطس/آب، وسنطلب، قبل نهاية الأسبوع، عقد اجتماع طاريء في محاولة لوقف المجازر والاستعداد للانتقال السياسي."
وتتزامن تصريحات فابيوس مع سقوط 88 قتيلاً، الاثنين، في مختلف المناطق السورية لتضاف إلى حصيلة الأحد والتي بلغت 114 قتيلاً، بحسب نشطاء.
وتوزعت قائمة حصيلة قتلى الاثنين كالآتي: 36 بريف دمشق، من بينهم 18 جثة مجهولة الهوية، و24 في درعا، و10 في حلب، و7 في "حمص، و4 بدير الزور، و3 في دمشق، وعدد مماثل في اللاذقية بجانب قتيل واحد في إدلب.
وفي الأثناء، أكدت وزارة الخارجية التركية انشقاق نائب رئيس شرطة مدينة اللاذقية، الاثنين، وبصحبته 11 عسكريا، دون التطرق الى ذكر إسمه أو أسماء المنشقين معه، ليرتفع بذلك عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 43.500 ألف شخص.
وعلى صعيد التطورات الميدانية على الأراضي السورية، الاثنين، تمكن الثوار، من السيطرة على أحد القواعد العسكرية التابعة للجيش النظامي خارج حدود مدينة حلب، والتي كانت تحوي على 200 جندي، بالإضافة لعدد من المعدات العسكرية والأسلحة، بحسب نشطاء.
وتمكن الثوار من السيطرة على هذه القاعدة بعد الهجمات العنيفة والعمليات التي أحاطت بالموقع من ثلاث جهات، والتي بدأت منذ مساء الأحد.
من جانبه، وصف وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الحملة التي تشنها القوات النظامية على مدينة حلب، بأنها ستكون بمثابة "المسمار بنعش الأسد."
وأضاف بانيتا في تصريحات لعدد من الصحفيين على متن أحد الطائرات العسكرية في طريقه إلى زيارة تونس، " إن القضية السورية لم تعد تتمحور حول ما إذا كان الرئيس السوري سيقع، بل إن السؤال الآن هو متى سيكون هذا الوقوع."
ومن جهتها، أعربت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، عن قلقها الشديد حيال استمرار القصف على مدينة حلب، واستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة في ضربها، وحيال الأوضاع في العاصمة دمشق والبلدات المحيطة بها.
ولفتت آموس في بيان لها إلى أن تقديرات الأمم المتحدة تشير لنزوح أكثر من 200 ألف شخص من حلب والمناطق المجاورة لها، وناشدت كل الأطراف المتقاتلة عدم استهداف المدنيين والسماح للمنظمات الدولية بالعمل.
وتشير التقارير الصادرة عن لجان الهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية إلى أن غالبية النازحين توجهوا إلى المدن والقرى المجاورة في الوقت الذي تمكن آخرون من القيام برحلة الـ 35 ميل (55 كيلومتر) شمالا إلى الأراضي التركية.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
وكان نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد وصف ما يحدث في سوريا بخاصة في مدينة حلب بأنه يرقى إلى "جرائم حرب،" محذرا من أن مرتكبي هذه الجرائم "سوف يتعرضون لمساءلة دولية."
وأكد العربي، في تصريحات صحفية نقلتها "بوابة الأهرام" عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية دعم الجامعة العربية لدعوة المعارضة السورية لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم على حلب، ولكن استدرك قائلا: "المهم ما سوف نخرج به من الذهاب لمجلس الأمن" في تلميح إلى الفيتو المنتظر من روسيا والصين.
وعلى الصعيد المقابل، أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الأحد، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره الإيراني بطهران، أن الإرهابيين المقاتلين فشلوا في ما سموه "معركة دمشق الكبرى" بعد أسبوع واحد، وهو ما سيحصل لهم في حلب.
وأشار المعلم إلى "الحملة الإعلامية الكبيرة التي تشنها الولايات المتحدة والأمريكية وعدد من الدول الأخرى حول موضوع الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا."