دمشق، سوريا(CNN)-- أشارت المعارضة السورية إلى سقوط 30 قتيلاً الأحد، بينما وصل المبعوث العربي والدولي الخاص بالملف السوري، كوفي عنان، إلى العاصمة الإيرانية طهران الاثنين، قادماً من دمشق التي اجتمع فيها مع الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي قال في مقابلة مع قناة ألمانية أنه لا يخشى مصير الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، أو الزعيم الليبي، معمر القذافي.
وكان عنان قد قال إنه أنهى في دمشق محادثات "بناءة" مع الأسد، الاثنين، حسب ما ذكره بيان صادر عن الأمم المتحدة، وحصل موقع CNN بالعربية على نسخة منه.
ونقل البيان على لسان عنان قوله: "خضت محادثات صريحة وبناءة مع الرئيس بشار الأسد، حيث ناقشنا كيفية إنهاء العنف في بلاده، والوسائل والطرق المتاحة لتحقيق ذلك."
وأضاف عنان: "توصلت مع الرئيس السوري الى توصية يمكن من خلالها إنهاء الأزمة، حيث سأقوم بنقل هذه التوصية إلى المعارضة المسلحة، في الوقت الذي لابد فيه من الاستمرار بالحوار السياسي بين جميع الأطراف."
وتابع عنان أن "الرئيس بشار الأسد أكد على ضمان حكومته العمل على الخطة السداسية التي قدمتها وبصورة أكثر فاعلية، في الوقت الذي أحفز فيه جميع الأطراف السورية على مواصلة الحوار حول سبل نزع فتيل الأزمة."
وتأتي زيارة عنان إلى سوريا قبل الظهور المتوقع للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمام مجلس الأمن لعرض تقريره حول مستقبل عمل بعثة المراقبة الدولية، والتي دعا فيها إلى توسيع عملها عبر إضافة مواكبة مسلحة أو سحبها أو تحويل دورها إلى الجانب السياسي.
من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم بتنظيم ورصد الاحتجاجات في البلاد، إن أعداد القتلى ارتفعت إلى 30، بينهم 16 في إدلب وخمسة في حمص وثلاثة في ريف دمشق وثلاثة في حماه، إلى جانب قتيلين في دير الزور وواحد في درعا.
من جانب متصل، ظهر الأسد الأحد في مقابلة مع تلفزيون ARD الألماني، قال خلالها، ردا على سؤال عمّا إذا كان سيستقيل لإنهاء الأزمة: "الرئيس لا يجب أن يفر أمام الأزمات، ولدينا تحديات وطنية اليوم في سوريا ولا يجب على الرئيس أن يفر من أمامها. ولكن من جهة أخرى فإن الرئيس لا يمكن أن يبقى دون الدعم الشعبي، الإجابة على هذا السؤال تعود للشعب السوري."
وأكد الأسد أنه مازال يتمتع بالدعم الشعبي، قائلاً إنه لولا وجود هذا الدعم لما نجح بالبقاء في منصبه، بوقت تقف ضده الولايات المتحدة والغرب وبعض القوى الإقليمية، على حد تعبيره.
ونفى الأسد أن تكون سوريا محكومة من قبل عائلته، قائلاً إن البلاد فيها "دولة ومؤسسات، وإن لم تكن مثالية،" كما اعتبر أن للمحتجين الحق بالتظاهر السلمي، ولكنه رأى أن الكثير منهم كانوا يركزون على مطلب الإصلاح وليس الحرية، لأن في سوريا "حرية، وإن كانت ليست مثالية،" وفق ما قاله.
واتهم الأسد من وصفها بـ"المجموعات المسلحة" بقتل المدنيين ورجال الأمن والجيش، مشيراً إلى أن معظم القتلى هم ممن يدعم الحكومة، و"هناك الكثير من الأبرياء الذين قتلوا من قبل أطراف مختلفة في سوريا."
وأضاف: "لجان التحقيق أشارت إلى أن العدد الأكبر من القتلى سقط على يد العصابات المسلحة، مثل القاعدة أو المتطرفين أو المجرمين الذين فروا من قبضة الشرطة."
وحول مجزرة الحولة قرب حمص، والتي راح ضحيتها قرابة مائة شخص، معظمهم من النساء والأطفال، قال الأسد، إن مجموعات مسلحة قامت بتنفيذها.
فرد المراسل الألماني بالقول، إن أحد سكان البلدة أخبره بأن عناصر ترتدي ملابس الجيش هي التي نفذت المجزرة، فرد الأسد بالقول: "العصابات ارتدت ملابس الجيش في أكثر من مرة وقامت بجرائم وصورتها لاتهامنا، وقد فعلوها في الحولة."
واتهم الأسد الولايات المتحدة والغرب بتقديم الدعم للمعارضة "من أجل زعزعة أمن سوريا،" وقال إنه مستعد للدفاع عن البلاد في حال حصول تدخل خارجي، ورأى أن خطة المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، لم تسقط، ولكنها تواجه صعوبات، وقال إن الحوار ضروري، و"لكن مواجهة الإرهاب ستستمر."
ولدى سؤاله حول هوية الدول التي تدعم المعارضة السورية، أشار الأسد إلى أن وزيري الخارجية القطري والسعودي أعلنا بصراحة عن دعم المعارضة بالسلاح، واتهم تركيا أيضاً بتقديم الدعم اللوجستي، وأمريكا بتقديم الدعم السياسي.
وعند سؤاله عما إذا كان سيقبل بالرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، أو بخليفته عبدالباسط سيدا بالحكومة الانتقالية، قال الأسد: "الأمر لا يتعلق بالأسماء بل بالمبدأ، يمكن أن يتقدم الشخص ونراجع ملفه ونرى ما إذا كان قد خرق القانون."
وفي نهاية المقابلة، سأل الصحفي الألماني الرئيس السوري عمّا إذا كان يخشى مصير مبارك أو القذافي، وانعكاس ذلك على حياة عائلته وأطفاله ، فقال: "الأمران يختلفان، ما حصل للقذافي كان وحشياً وجريمة، بصرف النظر عمّا فعله.. أما مبارك فقد خضع لمحاكمة، وكل من لا يريد أن ينتهي به الأمر مثله نقول له لا تفعل مثله."
وأضاف: "ولكن بالنسبة لي، كي أشعر بالخوف فعلي أن أقارن بين الحالتين، هل لدينا أمور مشتركة؟ بالعكس، نحن أمام حالتين مختلفتين، ما حصل بمصر مختلف عما يحصل بسوريا، فالنسيج الاجتماعي مختلف، وكذلك الخلفية التاريخية.. كما أن سياساتنا كانت على الدوام مختلفة، ولذلك فأنا لا أخاف، ولكن يمكن أن نشعر بالحزن أو الشفقة أو ما إلى ذلك."
وختم الأسد بالقول إنه لن يتراجع عن مكافحة ما وصفه بـ"الإرهاب"، مضيفا: "عندما يقوم المرء بالدفاع عن بلده فما من سبب لديه ليشعر بالخوف، ولدينا اليوم آلاف الضحايا، ولكن ماذا لو كان العدد بمئات الآلاف؟"
وتأتي تصريحات الأسد بعد ساعات من قول وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون بأن أيام النظام السوري باتت معدودة، مشيرة إلى "قرب نفاذ الرمل من الساعة الزجاجية."
أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقال إن الأوضاع في الجمهورية السورية تتطور بصورة كبيرة، حيث أصبح أكثر تسليحا، مع استمرار الخروقات الصريحة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ازدياد عمليات القتل في مختلف أرجاء البلاد.