حلب، سوريا (CNN) -- لم يكن حسن، 45 عاماً، من مقاتلي المعارضة السورية أو من الذين شاركوا بالثورة على نظام الرئيس، بشار الأسد، ومع ذلك فأنه سقط صريعاً برصاص قناص بإحدى شوارع حلب، حيث يتربص الموت بالمدنيين بكافة زوايا المدينة.
وكانت زوجة حسن تقف إلى جواره عندما اخترقت رصاصة قناص جمجمته، ليسقط صريعاً، وكانا قد أتيا إلى المدينة بغرض مساعدة بعض الأقارب للفرار إلى منطقة أكثر أمناً هربا من وجه العنف الذي يطحن حلب، أكبر مدن سوريا حيث يختلط الخط الفاصل بين الحياة والموت.
فقد تلاشت مظاهر الحياة تماماً بالمدينة فأبسط الأشياء تتطلب قدراً فائقاً من الشجاعة وسرعة الركض كعبور الشارع حيث يتربص الموت المتمثل برصاص القناصة بالمدنيين، فيما تحوم المروحيات القتالية في سماء المدينة وتقصف الطائرات المقاتلة المناطق الخاضعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ومن داخل حلب، يصور مراسل الشبكة، بن ويدمان، والطاقم المرافق له، وهم من بين قلة من الصحفيين الأجانب المتواجدين داخل الأراضي السورية، التي تفرض حكومتها قيوداً على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى هناك، أجواء الرعب المنتشرة بأنحاء المدينة.
وقام مقاتلو المعارضة والجيران بنقل جثمان حسن عبر منافذ تم فتحها بين المباني في ضاحية "المشهد" لتفادي رصاص القناصة المنتشرين على أسطح المباني وبزوايا الشوارع.
وتعتبر حلب أحد أسخن الجبهات في المواجهات الجارية بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وشهدت طيلة الأسبوعين الماضيين، مواجهات عسكرية شرسة بين الجانبين في محاولة للسيطرة على المدينة.
وفي منطقة مجاورة، تتمسك هنادي بالبقاء بالمدينة بالتأكيد بأنها، أو أي من أفراد أسرتها المكونة من ستة أشخاص، لا يخططون لمغادرتها مطلقاً، فيما يبدو الارتباك على ملامح طفلها الصغير، ويبلغ من العمر عام ونصف العام، وهو ممسك بيد أحد أفراد الطاقم ويضغط عليها بقوة.
وفي نهاية إحدى الشوارع، تجد كومة من الانقاض الخرسانية لمبنى سكني دمره القصف الجوي، وقال سكان الحي بأن بقايا اثنين من السكان لا تزال مدفونة تحت الركام.
وقال رائد، الذي وصف نفسه بأنه ناشط غير مسلح، بأن قوات النظام لا تكترث لأرواح المدنيين حتى لو قتلت المئات منهم أو دمرت عشرات المباني السكنية.
ومنذ اندلاع الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام في مارس/آذار العام الماضي، قتل ما لا يقل عن 17 ألف شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة، أما المعارضة فتضع الحصيلة عند ما يزيد عن 20 ألف قتيل.