دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فشلت الجهود في مجلس الأمن من أجل تجديد مهمة بعثة المراقبة الدولية إلى سوريا والتي تنقضي بعد أيام مهلة تفويضها، الأمر الذي أغضب روسيا المؤيدة لتمديد عملها، والتي دعت إلى اجتماع يعقد الجمعة ويضم الدول الكبرى وبعض الدول الإقليمية المؤثرة على الوضع السوري.
وقال السفير الفرنسي، جيرارد أرود، إن مهمة بعثة المراقبة "لن تتجدد" بعد موعد انتهائها المقرر آخر الأسبوع الجاري.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، قد أكد أهمية المحافظة على الوجود الدولي في سوريا، وأشار إلى أن انسحاب مراقبي الأمم المتحدة من سوريا سيؤدي، في حالة إتمامه، إلى عواقب وخيمة
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها نقلته وكالة نوفوستي للأنباء إن روسيا "نوهت بأنه يمكن أن تترتب عن انسحاب الأمم المتحدة من الجمهورية العربية السورية في الظروف الراهنة عواقب وخيمة على سوريا والمنطقة بأسرها."
وكان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، قد قدم استقالته من منصبه في الثاني من أغسطس/آب الجاري.
يشار إلى أن عنان كان قد تولى منصبه بعد فشل مبادرات عربية ودولية عديدة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عام ونصف، وباشر مهامه في فبراير/شباط عام 2012، ليكون مبعوثاً دولياً يمثل الجامعة العربية والأمم المتحدة في آن.
وفي منتصف مارس/آذار، قدم عنان خطته الشهيرة التي حملت اسم "النقاط الست"، والتي تنصل على وقف القتال في سوريا من قبل جميع الأطراف وسحب القوات الحكومية للآليات الثقيلة من المدن وإطلاق سراح المعتقلين وصولاً إلى بدء عملية حوار سياسي مع ضمان حرية التعبير والتظاهر ونشر مراقبين دوليين لمتابعة الوضع الميداني.
وأعلن عنان أنه حصل على موافقة الأطراف السورية لتطبيق الخطة اعتباراً من العاشر من أبريل/نيسان الماضي، ولكن التطبيق الفعلي اقتصر على بضعة أيام من الهدوء النسبي، عاد بعدها القتال ليتصاعد منذ ذلك الحين، وسط تبادل للاتهامات حول هوية الجهة التي خرقت الاتفاقية.
وتصاعدت انتقادات المعارضة السورية لعنان، فاتهمته بالتساهل مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من خلال تمديد المهل التي يقدمها له، في وقت كانت فيه قواته تهاجم معاقل المعارضة في حمص، كما رفضت مساعيه لإدخال إيران ضمن تجمع دولي يبحث حل الأزمة السورية.
واعتبر المراقبون أن مبادرة عنان "ماتت سريرياً" منذ مايو/ أيار، بعد انتشار أنباء عن مجازر واسعة في أرياف حمص وحماة وأدلب، بينما أثار النظام السوري البلبلة بطلبه الحصول على تعهدات خطية من عدة دول في المنطقة تعلن فيها "الامتناع عن دعم المعارضة" قبل الشروع بالتطبيق الكامل لخطة عنان.
وتلقت الخطة ضربة قاسية أخيرة في 19 يوليو/تموز الماضي، عندما استخدمت روسيا والصين حق النقض للمرة الثالثة في الملف السوري، وذلك ضد مشروع قرار كان يرمي إلى وضع مبادرة سلام تعتمد على مشروع مطور لخطة "النقاط الست" شرط اعتماده تحت الفصل السابع، الذي يجيز معاقبة الجهات المخالفة.