CNN CNN

الأردن: مصادمات بـ"الزعتري" و4 آلاف لاجئ يعودون لسوريا

الخميس ، 18 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)
 مخيم الزعتري يضم نحو 23 ألف لاجئ سوري

 

عمان، اﻷردن (CNN)-- اندلعت مواجهات في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في الأردن، مساء الاثنين، بين العشرات من اللاجئين وقوات الأمن الأردنية، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رسمية لـCNN أنه تم إعادة نحو أربعة آلاف لاجئ إلى سوريا، بناءً على طلبهم، فيما يُنتظر عودة آخرين.

وأفاد شهود عيان بأن المواجهات تجددت في المخيم، الذي أقامته السلطات الأردنية بمحافظة "المفرق" شرقي المملكة، على خلفية مشادة كلامية بين بعض اللاجئين السوريين ومسؤولين في المخيم، مما اضطر قوات الأمن، المتواجدة على تخوم المخيم، للتدخل والسيطرة على الوضع.

وأشار الشهود إلى أن المشادة الكلامية حدثت بين مسؤولين في المكتب التمثيلي لمحافظ المفرق، وعدد من اللاجئين، أثناء مراجعتهم لطلبات تقدموا بها من أجل العودة إلى الأراضي السورية، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات بين الجانبين، قبل أن تتمكن قوات الأمن من فض الاشتباكات باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.

وقال أحد المقيمين في مخيم "الزعتري"، ويُدعى أبو الوليد الدرعاوي، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن الملاسنة تطورت إلى شتائم بين الطرفين، ما أدى إلى إلقاء بعض اللاجئين الحجارة على قوات اﻷمن الأردنية، التي سارعت من جهتها بتفريق التجمهر، وحدوث فوضى في المخيم.

وانتقد الدرعاوي ما وصفه بـ"التباطؤ" في نظر طلبات اللاجئين العودة إلى سوريا، قائلاً إن "الطلبات المنظورة لدى مكتب المحافظ، لا يتم النظر فيها أولاً بأول، بل إن هناك تأخير في عمليات الموافقة على عودة اللاجئين"، على حد قوله.

من جانبها، أكدت مصادر رسمية أردنية أن قوات اﻷمن اضطرت إلى تفريق اللاجئين في مخيم "الزعتري"، مشيرةً إلى أن "المناوشات" أوقعت إصابتين بين عناصر القوة الأمنية، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان هناك ضحايا بين سكان المخيم.

وقال الناطق باسم جهاز اﻷمن العام، المقدم محمد الخطيب، لـCNN بالعربية، إن اللاجئين بدأوا بأحداث الشغب في المخيم، وقاموا بالاعتداء على عاملين في الهيئة الخيرية الهاشمية، وقلب إحدى الكرفانات، وإغلاق البوابة الرئيسية للمخيم، إضافة إلى إحراق إحدى الخيام.

وأوضح المسؤول الأمني الأردني أن تجمهر اللاجئين يحدث يومياً، مؤكداً أن قوات الأمن اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، معتبراً أنه "الوسيلة الوحيدة المتاحة" لتفريقهم، دون اللجوء إلى العنف.

وأكد الخطيب أن طلبات العودة إلى سوريا ينظر بها بشكل دوري، وبحسب ما تقتضيه الظروف اﻷمنية على الحدود، مشيراً إلى أنه تمت الاستجابة لنحو 4 آلاف طلب عودة إلى سوريا، منذ اندلاع الأزمة الراهنة في سوريا، وأكد أن هناك إجراءات معقدة لإعادة اللاجئين، بسبب الظروف اﻷمنية للحدود.

وفيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن هناك عمليات "هروب" لاجئين تسجل يومياً في المخيم، الذي يقيم فيه نحو 23 ألف لاجئ سوري، فقد قلل الخطيب من أهمية تلك التقارير، قائلاً إن أعداد قليلة جداً وردت إلى جهاز اﻷمن العام.

في السياق، اتفق أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية، أيمن المفلح، مع ما أورده الخطيب، مؤكداً أن عمليات هروب اللاجئين من المخيم لا تشكل ظاهرة، وأن "أعداد قليلة جداً" رصدت حتى الآن.

وبين المفلح في تصريح لـCNN بالعربية، أن الهيئة الخيرية، وهي إحدى الهيئات التي تتولى الإشراف على مخيم "الزعتري"، تعمل على صيانة حواجز الأسلاك الشائكة المحيطة بالمخيم، الذي تتسرب تلك الأعداد القليلة من خلال بعض الفتحات بها.

ولفت المفلح إلى أن هناك نقص في المساعدات المقدمة إلى المخيم، وأن ذلك قد يؤثر خلال الأشهر المقبلة على جودة الخدمات المقدمة للاجئين، في حال لم تصل مبالغ المساعدات الدولية.

ومن ضمن تلك المساعدات الكرفانات، التي يجري استبدال الخيام بها، حيث من المتوقع أن يتم تزويد المخيم بما يزيد عن ألفي كرفان، لكنها لم تصل للآن، فيما وصل فقط نحو 350 من جهات مختلفة، وبدعم من بعض الدول الخليجية والأفراد.