كابول، أفغانستان (CNN) -- قالت الحكومة الأفغانية إنها تأمل في إجراء مفاوضات مع ممثلين عن حركة طالبان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك في المملكة العربية السعودية، في خطوة قد تهدد بإضفاء المزيد من الغموض على سير العملية التفاوضية الهشة التي تخوضها الولايات المتحدة من جانبها مع الحركة.
وقال مسؤول أفغاني طلب من CNN عدم ذكر اسمه إنه قد جرى التوصل إلى اتفاق لعقد لقاء بين الحكومة الأفغانية والحركة المسلحة في السعودية، ولكنه أضاف أن الأمور ما زالت في مراحلها المبكرة ولم يتم الإشارة إلى موعد أو تحديد هوية الحضور، بما في ذلك البحث في إمكانية مشاركة مندوبين أمريكيين.
وكانت الولايات المتحدة قد أقرت بوجود مفاوضات لفتح مكتب تمثيلي لطالبان في العاصمة القطرية، الدوحة، مع إمكانية نقل عدد من سجناء الحركة في معتقل غوانتانامو، ضمن تحركات تهدف لتعزيز المصالحة الأفغانية.
ولكن المسؤول الحكومي الذي تحدث لـCNN قال إن وجود المكتب لا يعني عقد جميع جلسات الحوار في الدوحة، بل يمكن الاجتماع مع ذات الشخصيات أو مع مجموعة مختلفة من الشخصيات التي تعبر عن رأي الحركة في أماكن عديدة، وبينها السعودية التي سبق لها أن استضافت اجتماعات مماثلة.
وأكد المسؤول الأفغاني أن المباحثات التي ستستضيفها السعودية ستصب في النهاية بنفس إطار القناة القطرية، مشدداً على أن خيار اللقاء في السعودية لا يتعارض مع المسار القطري بأي شكل من الأشكال.
ورفض المسؤول الأفغاني تأكيد مشاركة الولايات المتحدة في اجتماعات السعودية، ولكنه نبه إلى أن واشنطن تدعم المشروع بوضوح، وإن كان من المبكر الحديث عن تفاصيله.
وأعرب عدد من المحليين عن خشيتهم من تأثير المسار السعودي على الجهود الأمريكية المبذولة منذ أشهر لترتيب حوار بين القوى الأفغانية في الدوحة، وقد عملت واشنطن لأشهر على الإعداد لهذا الهدف الذي أثار حفيظة الحكومة الأفغانية في بداية الأمر، لرغبتها في المشاركة بإدارته، قبل أن تعود لترحب به قبل أيام.
ويخشى البعض أن تكون الحكومة الأفغانية قد قررت السير في عملية تفاوضية منفصلة، تجري في السعودية، خاصة وأن المسؤول الذي تحدث لـCNN لم يستبعد لقاء ذات الشخصيات الموجودة في قطر أو غيرها.
وقال مراقب أمريكي متابع للملف الأفغاني إن الرئيس حامد كرزاي يريد أن يلفت الأنظار إلى أنه غير موافق على المسار التفاوضي في قطر، كما شكك في جدية المسار السعودي عبر القول بأن الولايات المتحدة لم تعرف عنه شيئاً قبل صدور بعض التسريبات حوله.
واتهم المراقب كرزاي بوضع العراقيل أمام عملية المصالحة الداخلية التي سبق له أن أعرب عن مواقف متناقضة حيالها، مضيفاً أنه قد اتضح بأن إقناع كرزاي بالحوار هو ربما أصعب من إقناع طالبان به.