كابول، أفغانستان (CNN)-- أكد مسؤول رفيع في الجيش الأمريكي لـCNN الاثنين، أنه تم نقل الجندي منفذ "مجزرة" قندهار، التي راح ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً معظمهم من الأطفال، إلى "مكان آمن" في إحدى القواعد التابعة للقوات الأمريكية في أفغانستان.
ورفض المسؤول الأمريكي الإفصاح عن المكان الذي يُحتجز فيه الجندي الأمريكي، الذي لم يتم أيضاً الكشف عن هويته، في الوقت سعت فيه كل من إدارتي الرئيسين الأمريكي باراك أوباما، والأفغاني حميد كرزاي، إلى احتواء موجة الغضب العارم التي تجتاح الدولة الآسيوية المضطربة.
وأشار المسؤول، الذي رفض هو الآخر الكشف عن هويته نظراً لأنه غير مخول إلى وسائل الإعلام، إلى أن قيادة الجيش ما زالت تجري تحقيقاتها بشأن "الحادث"، الذي تسبب في إصابة المسؤولين في واشنطن بـ"الصدمة والحزن"، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.
في غضون ذلك، دعا البرلمان الأفغاني إلى تقديم الجندي الأمريكي إلى "محاكمة علنية"، وقال في بيان: "طلبنا من الحكومة الأمريكية معاقبة هذا العمل الوحشي بقوة، من خلال محاكمة علنية أمام الشعب الأفغاني"، إلا أن مصادر مطلعة في الولايات المتحدة ذكرت أنه لن يخضع للمحاكمة وفقاً للقوانين الأفغانية.
وبحسب الروايات الرسمية للحكومة الأفغانية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فإن الجندي الأمريكي غادر مقر القاعدة العسكرية التي يخدم بها، وقام بإطلاق النار داخل عدد من المنازل في قريتين بولاية قندهار، مما أسفر عن مقتل تسعة أطفال، وثلاثة نساء، بالإضافة إلى أربعة رجال.
ووصفت حركة "طالبان"، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، منفذ الهجوم بأنه أحد عناصر "القوات الأمريكية الهمجية المختلة عقلياً"، وتوعدت في بيان على موقعها الإلكتروني، بتنفيذ هجمات انتقامية للقصاص من هذه الأعمال، التي وصفتها بـ"البربرية."
وبينما قالت القوات الدولية إن منفذ الهجوم، وهو رقيب في الجيش الأمريكي، "تصرف بمفرده"، وقام بتسليم نفسه بعد إطلاق النار على المدنيين، مشددة على أنه قيد التحقيق حالياً لمعرفة دوافعه، فقد اعتبر الرئيس الأفغاني إطلاق الجندي الأمريكي النار على المدنيين "جريمة لا تُغتفر."
وفي البيت الأبيض، أصدر الرئيس أوباما بياناً وصف فيه عملية القتل بأنها "مأساوية وصادمة"، وقدم العزاء للشعب الأفغاني، وذلك خلال اتصال هاتفي مع كرزاي.
وأكد أوباما أن الجيش الأمريكي "سيكشف الحقائق حول القضية بأسرع وقت ممكن، ويقوم بمحاسبة المسؤولين"، كما شدد على أن الهجوم "لا يعكس الشخصية الاستثنائية للقوات المسلحة الأمريكية، أو للاحترام الذي تكنه أمريكا للشعب الأفغاني"، بحسب قوله.