CNN CNN

رئاسة فرنسا تحسم الأحد والمسلمون قلقون من التحول لكبش فداء

الاثنين، 04 حزيران/يونيو 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

باريس، فرنسا (CNN) -- يتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع الأحد، لاختيار رئيس جديد في الدورة الثانية من الانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس الحالي، نيكولا ساركوزي، والمرشح الاشتراكي، فرنسوا هولاند، والتي تجري في وقت تسيطر فيه على أذهان المقترعين جملة ملفات، بينها الاقتصاد والبطالة والهجرة، بينما يخشى المسلمون التحول لكبش فداء بين التيارات السياسية.

ونظراً لأهمية أصوات تيار اليمين المتشدد، الذي جذبت مرشحته ماريان لوبان، قرابة 20 في المائة من الناخبين في الجولة الأولى، فقد كان لساركوزي في رسالته الأخيرة قبل إنهاء الحملات الدعائية منتصف ليل الجمعة إشارة واضحة إلى قضية الهجرة، في محاولة منه لاستمالة أصوات ذلك التيار.

وقال ساركوزي، وهو رسمياً مرشح يمين الوسط: "لقد أكدت على الدوام بأن فرنسا يجب أن تبقى دولة منفتحة، ولكن هناك أمر واقع، وهو أننا استقبلنا أعداداً كبيرة من الناس في بلدنا تفوق قدرتنا،" وأضاف: "أنا لا أتحدث هنا إلى اليمين أو اليسار أو الوسط، هذه انتخابات رئاسية وأنا أتحدث كرئيس ويجب علي التوجه لكل الفرنسيين بصرف النظر عن هويتهم."

أما هولاند، مرشح الحزب الاشتراكي، فقد حض في خطابه الأخير على الوحدة، وقال إنه لا يريد لفرنسا أن تنقسم بين الاتجاهات السياسية.

وكان هولاند قد تلقى دفعة إيجابية من مرشح الوسط، فرنسوا بيرو، الذي خسر في الجولة الأولى حاصداً قرابة تسعة في المائة من الأصوات، إذ أعلن الجمعة عن دعمه للمرشح الاشتراكي، بينما قالت لوبان إنها ستصوت الأحد بورقة بيضاء، حاجبة بذلك دعم الرسمي عن المتنافسين.

وفي سياق متصل، كان للتقدم الكبير الذي حققه اليمين المتطرف في فرنسا وتشدد ساركوزي في خطابه الانتخابي من أجل جذب أصواته في الدورة الثانية أثر سلبي على المسلمين في فرنسا، التي تضم أكبر جالية إسلامية في أوروبا، حيث أعرب الكثيرون عن خشيتهم من التحول إلى كبش فداء في الصراع السياسي.

ويعرف عن لوبان أنها قادت حملات مشددة في السابق ضد قضايا مثل "البرقع" و"اللحم الحلال،" بينما عاش المسلمون لحظات إحراج على خلفية التغطية الإعلامية التي رافقت "جرائم تولوز."

وقالت لويزا زنون، إن نسبة كبيرة من المسلمين في فرنسا، والذين يتجاوز عددهم 4.7 ملايين شخص، يجدون صعوبات في الاندماج بالمجتمع.

وأضافت زنون، المتخصصة في أبحاث الهجرة: "الأمر يوثر على حياتهم اليومية، وعلى علاقتهم بالشرطة مثلاً، وهناك ما يتعلق بنظرة السلطات الفرنسية والمجتمع نحوهم واعتبار أنهم عاجزون عن الاندماج وأن دينهم يحول دون ذلك."

ورأت زنون أن الأمر على صلة بقيم الجمهورية الفرنسية، التي باتت - بحسب وصفها - مجرد أنقاض لما كانت عليه في السابق، معتبرة أن الدولة الفرنسية "أقيمت على أساس استيعاب كل من يقبل قيمها، ولكنها تحولت إلى نقيض ذلك، وباتت دولة تقوم على استبعاد كل من يقبل التخلي عن دينه وحضارته من أجل الانتماء إليها."

من جانبه، اعتبر الناشط سمير ميهي، أن الظروف الحالية تبرر حصول اليمين المتطرف على قرابة 20 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، وشرح وجهة نظره بالقول: "في خلال الأزمات يبحث الناس عن كبش فداء، وهذا الكبش هو الأجانب."

يُشار إلى أن الاقتصاد، وفرص العمل، هي أيضاً من أهم القضايا الرئيسية المتصلة بالانتخابات في فرنسا التي تناضل من أجل التغلب على نمو منخفض ومعدل البطالة يصل إلى 10 في المائة.