موسكو، روسيا (CNN)-- خرج عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في روسيا إلى شوارع العاصمة موسكو الثلاثاء، للمطالبة بإقالة الرئيس "المُعاد انتخابه" فلاديمير بوتين، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، رغم تهديدات حكومية بتوقيع غرامات مالية كبيرة، على المشاركين بالاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال رئيس الوزراء الروسي الأسبق، ميخائيل كاسيانوف، في تصريحات لـCNN من وسط المظاهرة: "نحن نعتقد أن رئاسته (بوتين) للبلاد الآن، ليست شرعية على الإطلاق"، واصفاً الانتخابات الرئاسية، التي جرت في مارس/ آذار الماضي، وأعادت بوتين إلى الرئاسة مجدداً، "لم تكن حرة أو عادلة، كما أن نتائجها مشكوك بمصداقيتها."
وتابع المسؤول السابق، والذي أصبح أحد قادة المعارضة في روسيا حالياً، قوله إن الأمر الوحيد الذي يتعين على بوتين القيام به الآن، هو "أن يجلس معنا على طاولة الحوار، ومناقشة الإجراءات والاشتراطات الكفيلة بتخليه عن السلطة."
وفيما دعا كاسيانوف، في الوقت نفسه، الروس إلى مواصلة الاحتجاجات في الشارع لتكثيف الضغوط على بوتين، بهدف إجباره على ترك السلطة، فقد أكد أن المعارضة الروسية لا تحاول الاقتداء بثورات "الربيع العربي"، التي أطاحت بأنظمة حكم عتيدة في عدد من الدول العربية.
من جانبها، ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن بلدية موسكو سمحت بإجراء مظاهرة، لا يتجاوز عدد المشاركين فيها 50 ألف شخص، وأشارت إلى أن المسيرة انطلقت من ساحة "بوشكين"، باتجاه شارع "ساخاروف"، بعد ظهر الثلاثاء.
وقدرت مصادر الشرطة عدد المشاركين في المظاهرة بنحو 18 ألف شخص، بينما قالت مصادر في المعارضة إن عددهم يقترب من 50 ألف شخص، حيث حمل المتظاهرون رايات ولافتات لمختلف قوى المعارضة، ومنها "الحزب الشيوعي الروسي"، و"القوميون الروس"، و"الجبهة اليسارية"، وحزب "روسيا العادلة."
كما أشارت الوكالة الحكومية إلى أن قوات من الشرطة قامت، في وقت سابق الاثنين، بحملة تفتيش منازل عدد من زعماء المعارضة، بينهم إيليا ياشين، أحد قادة حركة "التضامن"، وسيرغي أودالتسوف، منسق "الجبهة اليسارية"، والمدون ألكسي نافالني، ومقدمة البرامج التلفزيونية كسينيا سوبتشاك.
وذكرت "نوفوستي" أنه رغم أن الشرطة لم تقدم على اعتقال من استهدفتهم الحملة الأمنية، إلا أنها طالبتهم بحضور استجواب صباح الثلاثاء، في إطار التحقيق في الاشتباكات التي اندلعت خلال الفعالية السابقة للمعارضة، التي جرت في موسكو يوم 6 مايو/ أيار الماضي.