طهران، إيران (CNN) -- اتهم رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني، أحمد جنتي، بعض الدول العربية ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالعمل من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وحكومة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وقال إن بلاده لا يمكن لها التنازل عن "حقها المؤكد" بالنشاطات النووية السلمية.
وقال جنتي، وهو خطيب صلاة الجمعة بطهران، متناولا المفاوضات المقبلة بین إیران ومجموعة (5+1) التي تضم الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وعها ألمانيا، المقررة في موسكو، أن الشعب الإیراني "الذي جرب سنوات من الحرب والضغوطات والعقوبات المختلفة لإحقاق حقوقه لا یمكن أن یتنازل عن حقه المؤكد بالنشاطات النوویة السلمیة."
وأشار جنتي، في خطبة صلاة الجمعة، أن طهران "تعقد الأمل علی مفاوضات موسكو،" ورأى أن الجولة السابقة من المباحثات بين إيران والدول الكبرى جرت بشكل جید.
وقال متوجها إلی الغرب "لا یمكن فرض الإملاءات علی الشعب الإیراني من خلال ممارسة الضغط والقوة،" وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وتطرق جنتي في خطبته إلى الوضع السائد فی كل من سوریا والعراق، قائلا إن الشعب العراقي "عانی لسنوات من نظام (الرئيس الراحل) صدام حسين البعثي، لكن (بعدما) تولت حكومة منتخبة من الشعب زمام الأمور وهي تسعی جاهدة لبناء هذا البلد یمارس البعض فی داخل العراق وخارجه الضغوط علی القادة العراقیین ویحاولون إزالتهم."
كما أشار إلی الوضع فی سوریا قائلا "جرت انتخابات في هذا البلد مؤخرا، والشعب السوري شارك فیها للإدلاء بأصواته إذ یجب احترامها."
وتابع جنتبي بألقول إن "عددا من الدول العربیة والغربیة ومعها أمیركا والكیان الصهیوني تمارس الضغوط علی حكومتي العراق وسوریا وتحاول الإطاحة بهما،" مشيراً إلى وجود "ممارسات إرهابیة" أدت لمقتل عدد كبير من العراقيين والسوريين، واعتبر أن هناك من يحاول "العبث بأمن سوریا ومهاجمة البیوت وقتل النساء والأطفال."
وتابع جنبي بالقول: "إن الذین یریدون إسقاط الحكومة السوریة یستلهمون من بعض الدول ویحاولون من خلال إیجاد الانفجارات والاغتیالات إسقاط هذه الحكومة، في حین أن الحكومة السوریة أعلنت مرارا أنها مستعدة وجاهزة للتفاوض."
وكانت إيران قد أيّدت بحماس منقطع النظير الثورات العربية في بدايتها، عندما طالت دولاً كانت تعتبرها ضمن "محور الاعتدال" المناهض لدورها، واعتبرت أن ما يجري في الدول العربية "يستلهم" تجربتها الإسلامية.
ولكن جذوة هذا الحماس خبتت بسرعة مع تطور المواقف السياسية للقوى "المنتفضة" في الدول العربية، إلى جانب وصول الثورات إلى حليفتها الأساسية بالمنطقة، وهي سوريا، التي اعتبرت طهران أن الحراك الشعبي فيها "مؤامرة أمريكية وإسرائيلية."
يذكر أن إيران نفسها كانت قد شهدت تحركات شعبية واسعة عام 2009، للمطالبة بالمزيد من الديمقراطية وللاعتراض على ما اعتبره التيار الإصلاحي في البلاد "عملية تزوير واسعة النطاق" للانتخابات الرئاسية التي أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لولاية جديدة، وتصدت أجهزة الأمن الإيرانية للتحركات بالقوة.
وكان لجنتي مواقف بارزة في مواجهة الحراك الشعبي في بلاده آنذاك، فاعتبر أن الله هو الذي اختار المرشد الأعلى، علي خامنئي، لقيادة إيران، وأن طاعته واجبة على الجميع، واتهم الولايات المتحدة بدفع الأموال لقادة المعارضة الإيرانية الذين وصفهم أنهم "رؤوس الفتنة."