كابول، أفغانستان (CNN) -- قام وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، بزيارة لم يعلن عنها في السابق إلى أفغانستان الخميس، حيث زار قوات بلاده المنتشرة في ذلك البلد مدلياً بمواقف لافتة، إذ أكد حق قواته باستهداف المسلحين عند الحدود مع باكستان، مشيراً إلى وجود "الضغط على إسلام أباد" في هذا الملف، ما قد يعيد التصعيد إلى العلاقة بين البلدين.
وقال بانيتا إن لدى قوات بلاده المنتشرة عند الحدود بين باكستان وأفغانستان "كل الحق باستهداف المسلحين من شبكة حقاني" التابعة لتنظيم القاعدة، والذين تتهمهم الولايات المتحدة بتحويل الأراضي الباكستانية إلى ملاذ آمن لهم من أجل شن هجمات على أفغانستان.
وأضاف بانيتا، في تصريحاته التي يتوقع أن تثير حفيظة السلطات الباكستانية "يجب عليها الضغط على باكستان،" وتابع بالقول: "كل من يهاجم جنود الجيش الأمريكي هو عدو لنا وسنقوم باستهدافه، يجب أن يكون لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا."
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بعد أيام من إعلان واشنطن نجاحها بقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبويحيى الليبي، في غارة نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان.
كما تعقب نجاح حلف شمال الأطلسي "ناتو" بعقد اتفاقيات مع دول بوسط آسيا لتأمين خطوط مرور عتاده العسكري لدى الانسحاب من أفغانستان عام 2014، في حين تستمر المفاوضات الأمريكية الباكستانية لإعادة فتح ممرات الإمدادات العسكرية للناتو عبر ميناء كراتشي، التي أوقفتها حكومة إسلام أباد منذ ستة أشهر على خلفية مقتل عدد من جنودها بقصف جوي للحلف.
وينظر إلى الاتفاق باعتباره مؤشراً على عدم توصل الحلف لاتفاق مع باكستان، أو احتمال تأجيل المفاوضات لأجل غير مسمى، التي تهدف لدفع إسلام أباد إلى فتح خطوط الإمداد، وهي الأقصر مسافة وأقل تكلفة، في مباحثات جارية لإنهاء أزمة قائمة بين الطرفين منذ مقتل 24 جنديا باكستانياً بغارة جوية للناتو على الحدود الأفغانية بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، إحدى أبرز حلفاء واشنطن في "الحرب على الإرهاب"، مزيداً من التدهور مؤخراً، بسبب قصف الجيش الأمريكي المتكرر لمواقع يُعتقد أنها تابعة للعناصر المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.
كما أثارت عملية تصفية زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، المطلوب الأول للولايات المتحدة، والتي جرت داخل الأراضي الباكستانية، توتراً في العلاقة بين واشنطن وإسلام أباد، التي تقول إنه لم يتم التنسيق معها بشأن هذه العملية، كما تنفي أي علم لها بوجود بن لادن في باكستان.