إسلام أباد، باكستان (CNN)-- عبر أول فوج من شاحنات إمداد حلف شمال الأطلسي من باكستان إلى أفغانستان بعد توقف دام سبعة أشهر، وفي أعقاب اعتذار تقدمت به واشنطن لإسلام أباد عن مقتل جنود باكستانيين بنيران الناتو أواخر العام الماضي.
وعبرت أربع شاحنات وسط إجراءات أمنية مشددة الحدود الأفغانية من بلدة "شامان" في إقليم بلوشستان الباكستاني.
وكانت باكستان قد أعلنت، الثلاثاء، عن إعادة فتح خطوط الإمدادات إلى قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، العاملة في أفغانستان، التي أغلقتها رداْ على مقتل 24 من جنودها في غارة للحلف في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وأدى الحادث إلى توتير العلاقات المتأزمة أصلاً بين واشنطن وإسلام أباد منذ قتل قوة كوماندوز أمريكية خاصة زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامه بن لأدن، داخل الأراضي الباكستانية في مايو/أيار عام 2011.
كما شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، إحدى أبرز حلفاء واشنطن في "الحرب على الإرهاب"، مزيداً من التدهور بسبب قصف الجيش الأمريكي المتكرر لمواقع يُعتقد أنها تابعة للعناصر المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.
وتمسكت باكستان خلال مفاوضات إعادة فتح خطوط الإمداد بمطلبين: رفع تعرفة مرور قوافل إمداد الناتو عبر أراضيها، واعتذار أمريكي عن مقتل جنودها بـ"النيران الصديقة.
ويشار إلى أن الخطوط الباكستانية توفر للناتو نحو 100 مليون دولار تكلفها شهريا لدى استخدامه خطوط الإمداد الشمالية البديلة.
والثلاثاء قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، اعتذار واشنطن: تؤسفنا الخسارة التي تكبدها الجيش الباكستاني، نحن ملتزمون بالعمل عن كثب مع باكستان وأفغانستان لضمان عدم تكرار مثل الحادث مجدداً."
ويذكر أنه أول اعتذار مباشر تتقدم به الولايات المتحدة، التي دأبت فقط للإعراب عن أسفها حيال الحادث.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر أمريكية مطلعة إن الجيش الأمريكي سيدفع لباكستان 1.1 مليار دولار في إطار اتفاق إعادة فتح خطوط الإمداد.