صنعاء، اليمن (CNN)-- قام مسلحون من تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق ثلاثة من عناصر التنظيم الأحد، لاتهامهم بـ"التجسس" لحساب الحكومة اليمنية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، بحسب ما أكدت مصادر متطابقة وشهود عيان.
وأفادت المصادر بأن "المشتبه بهم" خضعوا للمحاكمة أمام محاكم أقامها تنظيم للقاعدة، وأقروا بقيامهم بالتجسس لحساب "الأعداء"، وبأنهم وراء مقتل عدد من مقاتلي القاعدة في اليمن.
وذكرت المصادر إنه تم تنفيذ الإعدام بحق اثنين من هؤلاء "الجواسيس" في مديرية "جعار"، بمحافظة "أبين" الجنوبية، بينما تم إعدام الثالث في منطقة "عزان"، بمحافظة "شبوه"، جنوب شرقي اليمن.
وأكد مسؤول أمني رفيع في محافظة "أبين"، التي يسيطر مسلحو القاعدة على مناطق واسعة منها، لـCNN الاثنين، أن السلطات الحكومية لم يمكنها القيام بأي تحرك لمساعدة المشتبهين.
وقال المسؤول اليمني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن "جعار تخضع في معظمها لسيطرة القاعدة، ولدينا هناك عدد قليل من القوات، ولكنها لا يمكنها التأثير على ما يجري على ارض الواقع."
وجرى تنفيذ الإعدام بحق المتهمين بالتجسس، في وضح النهار، وأمام عامة السكان، بعدما قام أحد عناصر القاعدة بتلاوة الحكم الصادر بحقهما.
وذكرت المصادر، وكذلك شهود العيان، أن تنظيم القاعدة نشر عدد كبير من مسلحيه على قمم الجبال المحيطة بالمدينة، تحسباً لأي غارات جوية قد تستهدف عناصر التنظيم.
كما أفاد سكان محليون بأن المسلحين حذروا من أن أي شخص يثبت تورطه بالتجسس ضدهم، سيواجه نفس المصير.
وبحسب المصادر، فإن أحد المشتبهين، ويُدعى صالح الجميلي، اعترف بتزويد الاستخبارات الأمريكية والسعودية بمعلومات قادت إلى شن غارات على مواقع للقاعدة في محافظة "مأرب."
وتقوم جماعة "أنصار الشريعة"، وهي جماعة مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة في أبين، بتشكيل محاكمات لعشرات الحالات، في إشارة قوية على سيطرة التنظيم على مقاليد الأمور في المحافظة.
وسيطرت "أنصار الشريعة" على أجزاء واسعة من محافظة أبين في مايو/ أيار الماضي، بعد قيام القوات الحكومية بإخلاء عدد من المواقع الأمنية والقواعد العسكرية.
وأعلنت الجماعة أبين كـ"إمارة إسلامية"، ودعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المحافظة، قبل أن تقوم القوات الحكومية بعملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة عليها، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.