صنعاء، اليمن (CNN)-- شددت الإجراءات الأمنية في صنعاء إثر تحذيرات من هجمات إرهابية محتملة، في خضم عمليات عسكرية تشنها القوات اليمنية ضد عناصر متشددة في جنوب البلاد أوقعت 49 قتيلاً، على الأقل، بينهم 31 مسلحاً.
ورفعت السلطات اليمنية حالة الاستعداد وبدت التشديدات الأمنية واضحة قرب السفارات الغربية والمحيط الدبلوماسي في صنعاء، بعيد تحذير وزارة الداخلية من هجمات انتحارية يخطط لها تنظيم القاعدة ضد أهداف بالعاصمة.
وأوضح مسؤول في وزارة الداخلية لـCNN، رفض كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام: "الوزارة تلقت معلومات استخباراتية تحذر من هجمات محتملة بقلب العاصمة اليمنية ونحن بحالة تأهب قصوى."
ويتزامن التحذير مع عمليات عسكرية تشنها القوات اليمنية ضد العناصر المتشددة في جنوب البلاد، التي تعد معقل "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه أخطر تهديد ماثل على أراضيها.
وصعدت الولايات المتحدة، مؤخراً، من عملياتها العسكرية بمواجهة التنظيم باستخدام طائرات دون طيار.
والثلاثاء، أكدت مصادر أمنية يمنية لـCNN، أن غارتين على الأقل نفذتهما طائرتان بدون طيار، يُعتقد أنهما تابعتان للجيش الأمريكي، أسفرتا عن مقتل سبعة مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى ثمانية مدنيين، في محافظة "أبين" جنوبي اليمن.
وقالت المصادر الأمنية إن الغارتين اللتين استهدفتا مواقع في مدينة "جعار"، والتي يسيطر عناصر جماعة "أنصار الشريعة"، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع القاعدة، على مناطق واسعة منها، أسفرت عن سقوط سبعة جرحى من المدنيين.
وذكرت مصادر أمنية يمنية أن من بين القتلى ثلاثة من قيادات القاعدة.
وقال سكان محليون إن مدنيين قتلوا بالغارة الثانية بعدما هرعوا للموقع الذي استهدفه القصف الأول، وقال أحدهم، ويدعى علي عبدالله: أرواحنا لا قيمة لها بنظر حكومتنا ولهذا يتعرض المدنيون للقتل دون جريمة."
وعلى صعيد ميداني آخر، ذكرت وزارة الدفاع اليمنية بأن قوات الجيش، يساندها 400 من عناصر اللجان الشعبية في " أبين"، حققت نجاحات كبيرة في مختلف جبهات القتال ضد تنظيم القاعدة في مدينة "لودر" بالمحافظة.
وتمكن الجيش اليمني بمساندة اللجان الشعبية من تطهير العديد من المواقع التي كانت تسطير عليها عناصر القاعدة من بينها جبل "يسوف" الإستراتيجي، الذي يسيطر على مدينة لودر.
ولقي أربعة جنود وأربعة من رجال اللجان الشعبية مصرعهم في المواجهات، بجانب مقتل أكثر من 20 مسلحاً من عناصر القاعدة فيما أصيب آخرون، وتم إلقاء القبض على عدد آخر منهم.
وصرح محمد عيدروس، زعيم قبلي، إن المواجهات بلودر اندلعت فجر الثلاثاء، تمكنت خلالها عناصر اللجان الشعبية المدعومة من الحكومة إجبار مقاتلي القاعدة لإخلاء المنطقة، مخلفين ورائهم كميات كبيرة من الأسلحة.
وبالمقابل، قال مصدر عسكري يمني، وبحسب ما مورد بموقع وزارة الداخلية الإلكتروني، أن عناصر القاعدة في محيط مدينة جعار تكبدت خسائر فادحة وسقط العديد منهم بين قتيل وجريح جراء الضربات الموجعة التي وجهت إليها من قبل قوات الجيش بغطاء من سلاح الجو اليمني.