صنعاء، اليمن (CNN)-- أكدت مصادر أمنية يمنية لـCNN بالعربية سقوط عدد من الضحايا في انفجار هائل وقع عند مدخل أكاديمية الشرطة في صنعاء، الأربعاء، في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة إجراءات أمنية مشددة تحسباً من هجمات محتملة.

وأشارت المصادر إلى أن أكثر من عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 19 آخرين، 4 منهم حالتهم خطرة، وذلك في اللهجوم الإنتحاري الذي استهدف البوابة الغربية للأكاديمية بالتزامن مع خروج الطلاب منها.

مصادر حكومية لم تستبعد أن يكون تنظيم القاعدة وراء التفجير، الذي يحمل ذات البصمات.

شهود عيان ذكروا للموقع أن التفجير نجم عن انتحاري كان على متن دراجة ناريه، تحرك بالتزامن مع خروج طلاب كلية الشرطة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم.

وبحسب شهود العيان، وإثناء تجمع الناس والقيام بعملية الإسعاف، كان الانتحاري يردد، أنا مظلوم ، ضحكوا علي، مؤكدا أن من قام  بالعملية كان من بين الذين تم إسعافهم.

من جانبه أكد مصدر طبي في مستشفى الشرطة لموقع CNN بالعربية، أن منفذ العملية توفي متأثراً بجراحه.

مسؤول في وزارة الداخلية ذكر أن التحقيقات بدأت بشأن التحقيق، وسيتم إعلان التفاصيل في وقت لاحق.

وجاء الهجوم وسط تدابير أمنية مشددة حول بعض المرافق الحيوية والبعثات الدبلوماسية في صنعاء، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن اعتقال اثنين من عناصر "القاعدة" المطلوبين أمنياً، وهما ضمن خمسة من مليشيات التنظيم كانت قد تمكنت من الفرار من السجن بمحافظة "الحديدة"، غرب اليمن، أواخر الشهر الماضي.

تشديد الإجراءات الأمنية في صنعاء

وإلى ذلك، قال مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية للموقع، إن تشديد الإجراءات الأمنية على مقار السفارات الأجنبية والمنشآت الحيوية وشركات النفط بالعاصمة، صنعاء، ليست سوى تدابير احترازية.

وأضاف المصدر: "هذه الإجراءات تأتي من باب حرص الوزارة على تأمين المنشآت والعاملين فيها، سواء كانوا من الأجانب أو العرب."

وأضاف: "عناصر القاعدة، وبعد الضربات الموجعة التي تلقتها من قبل الجيش وأجهزة الأمن، من المحتمل أن تقوم بأي عمليات انتقامية،" لافتاً إلى أن الوزارة ترصد عن كثب تحركات عناصرها.

ويشار إلى أن السلطات اليمنية كانت قد أعلنت خلال الفترة الماضية عن إلقاء القبض على عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في العاصمة صنعاء، وسيارات تحمل أسلحة وعبوات ناسفه تستهدف مسؤولين ومنشات وسفارات أجنبية.

اعتقال اثنين من عناصر القاعدة فرا من سجن الحديدة

وبالمقابل، أعلن مصدر أمني مسؤول، أن أجهزة الأمن بمحافظة الضالع، تمكنت من ضبط العنصرين الفارين، وهما: هيثم حسن سعد أحمد عفيفي، وناصر السيد إسماعيل أحمد مطهر، بحسب مصادر أمنية تحدثت للموقع، وكذلك نشرته وكالة الأنباء اليمنية، سبأ.

ويشار إلى أن المعتقلين هما ضمن خمسة من عناصر تابعة لتنظيم القاعدة، تمكنوا من الفرار من سجن الأمن السياسي بمحافظة الحديدة، في 26 يونيو/حزيران الماضي.

وأوضح المصدر اليمني، أن الأجهزة الأمنية تواصل تعقبها لبقية العناصر الفارة بغية توقيفهم وتقديمهم للعدالة.

وكانت التقارير قد تباينت حيال الكيفية التي تمكنت من خلالها عناصر القاعدة من الفرار من سجن الأمن السياسي ( المخابرات) في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن.

وأكدت مصادر أمنية، في وقت سابق للموقع، أن السجناء الخمسة، هم من أخطر سجناء القاعدة، واستخدموا ذات الطريقة التي لجأ إليها سجناء سابقين من التنظيم للفرار من سجن الأمن السياسي في المكلا وصنعاء في فبراير/ شباط العام 2006، موضحا أنهم تمكنوا من حفر نفق يصل إلى نحو 120 متر، ومن خلاله تمت عملية الهروب.

وتشن السلطات اليمنية حملات أمنية وعسكرية ضد التنظيم، ونجحت في دحرهم عن مناطق نفوذهم التي سيطروا عليها إبان فترة الانفلات الأمني والأزمة السياسية التي رافقت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي الرئيس السابق، علي عبدالله صالح.