دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- المستقبل يتواصل هنا. قد تبدو هذه العبارة بالنسبة إلى بعض الأشخاص، بمثابة إعلان ترويجي لمنتج ما، إنما تأتي اليوم، تأكيداً على الحدث الأكبر في دبي، والمتمثل بافتتاح "مطار آل مكتوم الدولي ورلد سنتر"، وهو المطار الأكبر في العالم.
اقرأ أيضا..أفضل 5 وأسوأ 5 مطارات للنوم
"أهلا وسهلا"، تبدو هذه العبارة الترحيبية التي وضعت بمختلف لغات العالم على مدخل المطار الجديد، كأنها ترسخ قدرة دبي الخارقة على كسر الأرقام القياسية العالمية. ومن المتوقع أن تصل قدرة استيعاب المطار الذي بني على مساحة 140 كيلومتراً مربعاً في منطقة "جبل علي"، إلى 160 مليون مسافر، و12 مليون طن شحن سنوياً.
ويتلمس المدعوون إلى حفل افتتاح المطار الجديد ومن بينهم كبار الشخصيات والمسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، صدق الشعارات الزرقاء اللون التي رفرفت عالياً على مدخل المطار، "بثقة.. بفخر.. نصلكم بالعالم"، كأنها أعلام لبلدن عدة حطت هنا على أرض المطار، لتحلق بالإماراة الخليجية إلى جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضا..على متن رحلة جوية مباشرة لمدة 19 ساعة
يبدو المطار بحلة مميزة، وكأنه يحتفي بالإنجاز التاريخي الكبير، ويعاود التأكيد على سمة التفرد، من بين جميع المطارات في العالم.
أما الزوار، فغالبيتهم يطغى اللون الأبيض على لباسهم الإماراتي التقليدي، يكسر هذا المشهد الأبيض، بين الحين والآخر، رجال الأمن الذين يتجولون ببزتهم البنية اللون، بين الحاضرين، كأنهم يتأكدون من أن حالة الأمن مستتبة.
أما السجادة الحمراء اللون التي افترشت مدخل المطار، فتأخذ بعض الأشخاص إلى "حلم" أضخم المهرجانات العالمية، إذ بالتأكيد يبدو المطار اليوم كأنه صالة لإحياء مناسبة فريدة من نوعها.
اقرأ ايضا..شاهد بالصور.. أغرب مطارات العالم
هنا، على بعد أمتار قليلة من المكان المخصص للصحافيين، أتت فتيات صغيرات في مدرسة دبي الوطنية. بدون مثل قوس قزح، بالألوان الزاهية التي صبغت ملابسهن، لوحن بأيديهن للكاميرات، وصرخت إحداهن "هاي". شعرن لوهلة أنهن الحدث ذاته. تدربن على غناء النشيد الوطني الإماراتي، التزاما بتعاليم معلمتهن التي توجهت إليهن قائلة: "شو إنتو نايمين، وقت يجي الشيخ أكيد رح تكونوا فايقين أكثر."
يصل نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تجمع الكل بلا استثناء بانتظاره لدقائق طويلة أمام مدخل المطار.
في تلك الدقيقة بالتحديد، يبدو وكأن نفحة من "الأدرينالين" دبت في نفوس الحاضرين. يتأهب الجميع بوقفتهم، وتتسمر نظراتهم على "الشيخ" وحده، قبل أن يلحقه الجمع إلى مكان المجسم.
اقرأ أيضا..قنابل الثلج بمطار لوس أنجلوس مجرد "مقلب"!
تزاح الستارة الزرقاء اللون، ليبدو ورائها مجسم لجناح طائرة فضي اللون وضع عليه العلم الإماراتي، فضلا عن تاريخ "17 أكتوبر 2013." وكتب تحت المجسم على قطعة ذهبية اللون "هذا المجسم يؤرخ لذكرى خالدة في تاريخ الطيران المدني في دولة الإمارات."
يوقع حاكم دبي اسمه باللون الأخضر على المجسم، قبل أن يعلو التصفيق، ويتوجه المدعوون إلى جولة في أرجاء المطار بدءاً من منطقة تدقيق جوازات السفر، ثم مروراً في المنطقة الحرة، وصولاً إلى مدرج المطار.
ويبدأ عرض تراقص المياه من خرطومين مثبتين في شاحنيتين، فوق طائرة "وز اير" البنفسجية اللون، احتفاء برحلتها التجارية رقم 2497 القادمة من مدينة بوادبست المجرية. وفي الوقت ذاته، وقفت على مدرج المطار طائرتان تابعتان لخطوط طيران الجزيرة والخليج، اللتان ستبدآن بتسيير رحلاتهما عبر المطار تدريجياً.
اقرأ أيضا..إسرائيل: استجواب قائد البحرية السابق بمطار لندن
وقال رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، إن "افتتاح مطار آل مكتوم الدولي أمام المسافرين، يعتبر خطوة تاريخية للمضي قدما على طريق بناء أكبر مطار في العالم لمواكبة النمو القياسي الذي يحققه قطاع الطيران ودعم اقتصاد دبي".
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول غريفيث إن المؤسسة تتباحث في الوقت الراهن مع شركات طيران أخرى، لتعريفها بالخدمات المميزة التي يوفرها المطار لجديد.
وأضاف غريفيث أن "موقع المطار مناسب جدا ويوفر خيارا إضافيا مميزا للمسافرين وشركات الطيران ونحن نتوقع ان يواصل هذه المرفق نموه وان يستقبل ناقلات اخرى خلال الشهور القليلة المقبلة."
أما اللافتات التي وزعت في أرجاء المطار وكتب عليها "أعمال جارية لجعل سفركم أكثر راحة"، فتعطي انطباعاً عن أن الأعمال ما زالت مستمرة في المطار.
اقرأ أيضا..هل وكالات السياحة والسفر مهددة بالإنقراض؟
وعلى المقلب الآخر، تأخذ البالونات الملونة المدعووين إلى أجواء احتفالية، فيما تعود بهم عبارات "تصحبكم السلامة"، و"بون فواياج" باللغة الفرنسية، إلى أجواء السفر، ولكن هذه المرة تسود أجواء سحرية، أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، على متن الطائرات الورقية، التي بدت كأنها تحلق في سماء رمادية اللون، على خلفية مكاتب "الشيك إن."
أما الموظف، ويدعى روهان، الجالس خلف إحدى "الكاونترز"، فقال معلقاً: "أشعر بالفرح، أربعة أشهر مرت ونحن نعمل، أتطلع قدماً إلى رحلات السفر."
من جهته، عبر بيهروز، وهو من بين أحد ركاب الطائرة المتوجهة إلى بودابست قائلاً: "لقد فضلنا استخدام المطار، اليوم لأن أسعار الرحلات الجوية مخفضة للغاية مقارنة بأماكن أخرى."
ويذكر أن دبي أطلقت مشروع "دبي ورلد سنترال"، الذي يعد أحد أهم المشروعات الاستراتيجية، والذي صمم لتلبية احتياجات المدينة في مجال الطيران، والسياحة، والتجارة، والخدمات اللوجستية لغاية العام 2050.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.