الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN"، يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.. ويكتب هذا الأسبوع عن تحديات إنتاج النفط بالعراق. 

يشهد العراق موجة العنف الأكبر منذ العام 2008، مما يسبب نكسة كبيرة لطموح العاصمة بغداد في تحدي المملكة العربية السعودية، حتى تصبح أكبر منتج للنفط في العالم.

وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة الطاقة العراقية وجود صلة مباشرة بين مظاهر العنف وإنتاج النفط في البلاد، إذ بلغ الإنتاج النفطي في مايو/ أيار الماضي، حوالي 77 مليون برميل في منطقتين رئيسيتين، هما البصرة وكركوك.

وبحسب وزارة الطاقة فإن الإنتاج النفطي انخفض إلى أقل من 70 مليون برميل في يونيو/ حزيران التالي.

ويعتبر ذلك تراجع كبير للثروات النفطية بعدما تجاوز العراق إيران باعتباره ثاني أكبر منتج للنفط في مجموعة الدول المصدرة للبترول "أوبك" العام الماضي، حيث بلغت الزيادة في الإنتاج النفطي 3.4 مليون برميل من النفط، وفق تقرير صدر عن بنك ستاندرد تشارترد.

ورغم أن العراق أكد قبل عامين، أنه سيحقق الإنتاج النفطي بمعدل 12 مليون برميل من النفط يومياً، بحلول عام 2020، إلا أن وزارة النفط قلصت تلك التوقعات إلى تسعة ملايين برميل من النفط يومياً.

وقد يتصور المراقبون أن العراق سيفعل كل ما بوسعه لحماية منشآته النفطية، ولكن يبدو أن الحكومة المركزية، برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي، اختارت أن تتخذ موقفاً متشدداً، لدى طرح الحقول العملاقة للمزاد في السنوات القليلة الماضية.

وبدلاً من اتفاقات تقاسم الإنتاج، التي تتيح أن يحصل منتجو النفط الدوليون على نسبة مئوية في كل حقل، فإن بغداد فضلت الالتزام بعقود الخدمة حيث تدفع للشركات أموالاً مقابل خدماتها.

وقال المدير التنفيذي لشركة "نفط الهلال" في الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، مجيد جعفر، إن النسبة الحالية من احتياطيات العراق النفطية المؤكدة، والتي تبلغ 141 مليار برميل، قد تكون متحفظة للغاية.

وأضاف جعفر أن المسألة تكمن في كيفية تطوير تلك الاحتياطات، "وهذا هو التحدي الأكبر"، بحسب قوله.

ورغم أن العراق يكسب أكثر من 90 مليار دولار سنوياً على مستويات إنتاج النفط، بشكل يقارب ميزانية الحكومة المركزية، إلا أن المشكلة تكمن لدى البعض في عدم القدرة على بناء شبكة توزيع من الدرجة الأولى.