دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- موسيقى الجاز التي تصدح بخفة لم تكن خارج السياق المطلوب، بل بدت متلائمة بشكل تام مع الأرائك البيضاء، والأضواء الحمراء التي وزعت في قاعة كبيرة، لتضفي شاعرية ممزوجة بالحنين على الشاشة الكبيرة التي وضعت أمام المنصة. تبدو القاعة، كأنها قاعة سينما باحتراف.
اقرأ أيضا.."سينما الشغف" تتجلى بمهرجان دبي الدولي
يصرخ أحدهم "أكشن"، فيبدأ عرض دعاية مهرجان "دبي السينمائي الدولي" العاشر. تتراقص المرأة المغطلة باللونين الأبيض والذهبي في الدعاية بخفة، تتلوى على الأرض، يمد عشيقها يده ليضمها إليه. بعد قليل، سيأتي أحدهم، ويسرقها من حبيبها. تدور معركة بين الطرفين. تنتهي بموت العاشقة حزنا على من تحب.
اقرأ أيضا..ذهب وتمور وخناجر.. هدايا تذكارية قيمة من دبي
بهذه اللقطات الدراماتيكية المؤثرة، أزاح "مهرجان دبي السينمائي الدولي" العاشر، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، الستارة عن قائمة واسعة من الأفلام العربية والعالمية، التي سيتضمنها، في فندق "ميناء السلام" في مدينة جميرا، في دبي.
اقرأ أيضا..دبي بين أفضل 12 مدينة للتسوق بالميلاد ورأس السنة
وقال رئيس "مهرجان دبي السينمائي الدولي" عبدالحميد جمعة إن "طموحاتنا المستقبلية لم يكن لها حدود، ولعل أهمها، مواكبة الطفرة التنموية والحضارية التي شهدتها دبي خلال هذه الفترة، وحتى نكون أحد عناصر تميّزها ورونقها العالميين." وأضاف أن "حكومة دبي قدمت إلينا المساعدة دون التدخل بعملنا"، مشيراً إلى أن "المهرجان هو بمثابة مولود صغير، قام بأخطاء حماسية، وعفوية، عن جهل أحياناً، وعن خبث حيناً آخر." وأكد جمعة أن "العام المقبل، سنأخذ أهم عشرة أفلام عربية إلى الأوسكار حتى يتم عرضها أمام الجمهور الأمريكي."
اقرأ أيضا.."أم دويس".. جنية إماراتية تقتل الرجال بالمناجل
من جهته، قال المدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله آل علي إن "الإنجازات ستستمر في التصاعد هذا العام، عبر مجموعة مُختارة من إنتاجات السينما العربية، التي تتميز بحرفيتها العالية، وسردها الروائي المبتكر، من أعمال مخرجين كبار، وشباب صاعدين."
اقرأ أيضا..أغرب 9 مطاعم في دبي
ومن المقرر أن تُفتتح الدورة العاشرة لـلمهرجان الذي يقام بين 6 و14 كانون الثاني/ديسمبر، بفيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي حصل على دعم برنامج "إنجاز" لدعم المشاريع قيد الإنتاج، التابع للمهرجان. ويعود المخرج الفلسطيني بقوة إلى المهرجان، خلال العام الحالي، بعد مشاركته بفيلم "الجنة الآن" في الدورة الثانية للمهرجان.
اقرأ أيضا..دبي.. 69 ساعة تروي حكايتها بـ"جائزة جنيف"
كذلك، اختير فيلم "الاحتيال الأميركي" للمخرج الأمريكي ديفيد أو راسل، في عرض مهرجاني أول حتى يكون فيلم ختام الدورة العاشرة للمهرجان.
ومن المقرر، أن تعرض شاشات "دبي السينمائي" 174 فيلماً روائياً وقصيراً ووثائقياً، تتضمّن 70 عرضاً عالمياً أول، و11 عرضاً دولياً أول، من 57 دولة، ناطقة بـ 43 لغة، لمخرجين يتميزون بتاريخهم السينمائي، وشباب صاعدين، وذلك على مدار تسعة أيام. ويتضمن ذلك حوالي مائة فيلم من العالم العربي.
اقرأ أيضا..مصمم فليبيني شهير يذهل الخليجيات
وعلى خط متصل، يُقدّم المهرجان، جائزة "تكريم إنجازات الفنانين" الدولية للممثل الأميركي مارتن شين، والناقد المصري سمير فريد.
وتتضمّن قائمة النجوم الذين سيتوجهون إلى دبي، لحضور الدورة العاشرة، حوالي 30 ممثلا، من بينهم مارتن شين، وكيت بلانشيت، وعرفان خان. ومن المقرر، أن يسير على البساط الأحمر نخبة من ألمع الأسماء الفنية العربية من بينهم حسن يوسف، ويسرى، وعزت العلايلي، ونيلي، ونادية الجندي، وسميرة أحمد.
اقرأ أيضا..دبي قبلة العرب وأرض أحلام الأجانب
ويُذكر أن جوائز "المهر العربي" شهدت نمواً ملحوظاً، عاماً بعد عام، إذ ستعرض عدداً غير مسبوق من الأفلام، وصل إلى 90 فيلماً، تتنافس على جوائز بقيمة إجمالية تصل إلى 575 ألف دولار أمريكي، في فئات "المهر" الثلاثة، "المهر الإماراتي"، و"المهر العربي"، و"المهر الآسيوي الأفريقي".
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة المهرجان أعلنت عن استلام 3500 فيلماً، من 143 دولة، بزيادة وصلت إلى 60 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
اقرأ أيضا..أكثر الأمور دهشة في ليل دبي
وسيشهد عدد من المواقع، في أنحاء دبي، عروضاً للمهرجان على مدار تسعة أيام، في مسرح مدينة جميرا، وسوق مدينة جميرا، ودور عرض "سينما فوكس" بمول الإمارات، بالإضافة إلى سلسلة من العروض المجانية التي ستقام في حديقة برج خليفة، بالتعاون مع شركة "إعمار" العقارية.
اقرأ أيضا..فن "الغرافيتي".. هل يلون الشارع في دبي؟
ويُعدُّ المهرجان أحد أبرز وأكبر المهرجانات السينمائية في المنطقة، إذ أسهم منذ تأسيسه في العام 2004، بأن يُشكّل منصة متكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى العالمي.
وبعد عقد من الزمن على إطلاق المهرجان، تبدو الأسئلة التي طرحها جمعة ومن بينها "هل حققنا أحلامنا"، و"هل قدمنا لهذه المدينة الجميلة ما تريدة منا كمهرجان"، و"هل تمكنا من دعم السينما العربية"، و"هل وجدنا منصة للفيلم العربي"، و"هل زرعنا بذور الفيلم الإماراتي"، أفكار مهمة قد تجد إجابة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.