دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "نحن نعيش في عالم ذكوري، والرجل هو من يضع القانون ويطبقه ويحكم فيه، حتى لو كان عضواً في البرلمان أو رئيساً للجمهورية"، هذا ما عبر عنه المخرج المصري، محمد خان، على هامش مشاركة فيلمه "فتاة المصنع" في الدورة العاشرة لـ"مهرجان دبي السنمائي الدولي".
اقرأ أيضا.. بن معاطي: وسائل التواصل الاجتماعي انتهت بتونس
وقال خان، في مقابلة مع شبكة CNN بالعربية، إن "المرأة غرباً أو شرقاً تعاني من الطبقية بسبب الرجل، وفي القصة فإن تحرر المرأة، تعتبر دعوة نسبياً لكل الفتيات."
اقرأ أيضا..فيلم "فتاة المصنع": مصريات يحتفين بالجسد والروح
وفي الفيلم الذي يصور الطبقية في المجتمع وأحوال المرأة المصرية، لا تبد هيام بطلة "فتاة المصنع" شخصية بعيدة عن ما تعانيه النساء كل يوم في مجتمع ذكوري يمارس القسوة فيه الرجال في غالبية الأحيان، فيما تتحول بعض النساء إلى "جلاد" بدورهن، يمارسن العنف الجسدي والمعنوي بحق بعضهن البعض، ليصل هذا العنف إلى ذروته في مجتمع مصري يختبئ بين ثنايا عشوائيات القاهرة.
اقرأ أيضا..فيلم "أولاد عمار" ينقل ثورة تونس من الافتراضي للواقع
وأضاف المخرج المصري أن "الفيلم يمكن رؤية من ناحيتين وهي قصة حب لفتاة من بيئة شعبية تعمل في مصنع وتواجه مجتمعاً قاسياً، خصوصاً إذا كان الحب من جهة واحدة، ومن ناحية ثانية عن فتاة في مدينة متوترة فيها ثورة في الخلفية، وتحاول أن تتحرر في داخلها وخارجها من كل القمع الذي يؤثر عليها."
اقرأ أيضا..المخرج اللبناني محمود قعبور: الجالية العمالية مهمشة بالإمارات
ورداً على سؤال حول نقد بعض الأشخاص لمشهد الرقص في نهاية الفيلم، وكأن هيام تتنازل للذكورية، اعتبر خان أن "هذا رأي أنثوي، ولكن حكاية أن ترقص في فرحه، هي مأخوذة من حكاية حصلت فعلاً وليست متخيلة"، مؤكداً أنه "لا بد للمرأة أن تتحرر، والرقصة فيها رموز كثيرة، إذ أن المرأة تنزع الحجاب عن رأسها، وكأنها تزيح هماً عنها. وتتمكن من أن تتعدى الذكورية، وتعبر قساوة المجتمع."
اقرأ أيضا.."بطل المخيم": فقراء آسيا يبنون مدن أحلام بالخليج
أما عن مشاريعه السينمائية، وإمكانية العمل على فيلم يرتبط بالثورة المصرية، فقال خان: "إذا قلت لي هل تريد أن تعمل فيلم على الثورة، أقول كلا، لأن الثورة لم تكتمل، وهذه الثورة لم تنضج، وتقييمها الآن سطحي، لأن الفلول ما زالوا موجودين.. ولا أريد أن أقول أمراً أندم عليها لاحقاً.. ولكن الحقيقة أنني أعيش في مدينة فيها ثورة، وتوتر.. وأحببت أن يمثل هذا الأمر خلفية للفيلم."
واعتبر خان أنه لا خوف من حالة قمع قد تواجهها السينما المصرية، إذ قال إنه "كان لدينا خوف من أن الإخوان سيحكمون، وحكموا سنة فاشلة، ولكن تسببت إليهم بالإكتئاب المعدي، ولكن نحن عدينا تلك المرحلة بسلام."
اقرأ أيضا..مارتن شين من دبي: رسبت عمداً لأحقق شغفي بالتمثيل
ورأى خان أن السينما المصرية ستعبر دائماً عن واقعها، ولكن العيب يتمثل بالاحتكار السائد في دور العرض، وتوزيع الأفلام الذي يحرم النوعية من الوصول إلى الناس.
ولفت خان إلى وجود مشاكل عدة في التمويل، ما تطلب منه عام من تصوير الفيلم، وقال إن "الفن لا يقدر، هذه نظرة سائدة."
اقرأ أيضا.. مخرجون إماراتيون يرسمون بصمتهم في "مهرجان دبي السينمائي"
يذكر أن خان ولد في القاهرة في العام 1942. ودرس بين العامين 1962 و1963 في "مدرسة لندن لفنون السينما" (معهد لندن الدولي للسينما حالياً) حيث تأثر بالموجة الجديدة في سينما العالم.. ويعتبر خان من أبرز مخرجي تيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية التي انطلقت في ثمانينات القرن الماضي.. أربعة من أفلامه الروائية الطويلة اعتبرت من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي "خرج ولم يعد" 1984، و"زوجة رجل مهم" 1987، و"أحلام هند وكاميليا" 1988، و"سوبر ماركت" 1989.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.