اكتشاف السحر والمغامرة في واحة سيوة المصرية

الثلاثاء، 31 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تبدو الرحلة إلى واحة سيوة ليست بالأمر الممتع، إذ أن الساعات قد تمضي لعبور مئات الكيلومترات بسيارة عبر الصحراء. ويمكن للمسافر أن يسقط بسهولة فريسة الملل والتعب.

أما أول علامات الاقتراب إلى الواحة، فتتمثل بالتلال الحمراء والبيضاء التي تبدو عبر الرمال، إذ تكسر رتابة المشهد. وتهيمن بحيرتان كبيرتان من المياه المالحة التي تغذيهما الينابيع والمياه العذبة على الواحة، حيث تحيط بهما غابة من أشجار التمر والفاكهة.

وتلوح في الأفق تلال جرداء، من بينها جبل الموتى والبلدة القديمة فوق بحر من أوراق الأشجار الخضراء. ويفوق عدد العربات التي تجرها الحمير عدد السيارات المارة على الطريق في هذا الجزء الناعس من مصر. أما المكان الوحيد للبقاء، وتجربة كل شيء تقدمه الواحة، فهو من خلال الإقامة في واحد من النزل البيئية.

وقد يكون التأثير الأولي للعيش بلا كهرباء أمراً غير مريح. ويجب على المسافر إلى واحة سيوة، أن يكسر الإدمان على الإنترت، والهواتف الخلوية، والتلفزيون.

ويمكن الإقامة في فندق "أدرير أميلا إكولودج" الصديق للبيئة، والذي يقع على الطرف الغربي من بحيرة سيوة ويمتد عبر الصحراء الكبرى. وبنيت الغرف في الفندق وفقاً لتقليد سيوة، ولكنها تتضمن كل وسائل الراحة المتوفرة في فندق من فئة الخمس نجوم، بما في ذلك الماء الساخن.

ولا يتطلب الأمر إلا خطوة واحدة خارج الغرفة الخاصة بك للإستعداد للمغامرة، إذ يمكن للسائح التمتع بالغطس في البركة التي تغذيها الينابيع الطبيعية. ثم، يمكن السباحة في البحيرة التي تبدو مثل البحر الميت. أما الخيول القوية فتأخذ المسافرين في الصحراء لمشاهدة شروق الشمس فوق الواحة، وثم في وقت لاحق تغرق وراء الكثبان الكبيرة في بحر عظيم من الرمال.

ويمكن الاستمتاع بحمام الرمال في سيوة، إذا كنت شجاعا بما يكفي لجعل الرحلة في منتصف فصل الصيف، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 38 درجة مئوية. ويمكن أن تدفن جسمك حتى العنق في الرمال الحارقة، التي يزعم أنها تساعد في حل مشاكل صحية من بينها الروماتيزم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض أخرى، وذلك لفترة تمتد بين 10 و15 دقيقة، وذلك لسحب الرطوبة من الجسم.

أما إذا كنت تبحث عن شيء من المغامرة دون وجود دليل سياحي، فإن الدراجات الهوائية متاحة للاستئجار لاكتشاف الطرق الخلفية في الواحة. وقد يرغب السائح في التوقف عند نهر كليوباترا. ورغم أن الشائعات تقول أن الملكة المصرية سبحت هناك، إلا أن المؤرخين يشككون في هذا الادعاء.

ولدى الوصول إلى الفندق بعد نهار طويل، يستقبلك طاقم الموظفين لتقديم كل ما يلزمك، وخصوصاً وجبات الطعام الشهية، حيث تقدم وجبة العشاء تحت سقف من النجوم المضيئة، وعلى ضوء الشموع.

وفي وقت متأخر من المساء، تضيئ الفوانيس المسارات حول الواحة، وبعضها يؤدي إلى النار المستعرة، حيث يتحلق حولها الأشخاص للإسترخاء بعد يوم مرهق.

وتنطلي صفة السحر على الواحة، بسبب صعوبة وصول البشر إليها، إذ فقط يتمكن الأشخاص الجديين من إتمام الرحلة إليها. أما إذا قررت القفز في سيارة أو حافلة والسفر لساعات مرهقة، فإن الأمر يستحق ذلك، خصوصاً أن الرحلة لن تخيب آمالكم.

ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.