اعتقال سعوديتين لكسرهما حظر قيادة السيارة

الأربعاء، 01 كانون الثاني/يناير 2014، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اعتقلت الشرطة اثنين من النساء المطالبات برفع الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارات في المملكة العربية السعودية، الجمعة، وذلك بسبب قيادتهما السيارة في العاصمة الرياض.

وقالت الناشطة السعودية عزيزة اليوسف، التي كانت تقود السيارة، وترافقها المدونة إيمان النفجان لشبكة CNN، إن "الشرطة اعتقلتهما حيث قضيا ساعات عدة في مركز للشرطة في الرياض حتى تم تسليمهما إلى زوجيهما."

أما النفجان وهي إحدى منظمي حملة "25 أكتوبر للسماح للنساء بقيادة السيارة"، فأوضحت أنها قررت مرافقة اليوسف في جولة بالسيارة، من أجل جذب المزيد من الاهتمام لقضيتهما. وقالت مرحبة بقرار الاحتجاز: "كنا نبحث عن الشرطة في طريقنا. ومررنا من أمام مركز الشرطة قصداً."

ورغم المحاولات المتكررة، إلا أن شبكة CNN لم تتمكن من التحدث إلى الشرطة للتعليق على الموضوع.

وأضافت النفجان والتي تنشر تغريداتها عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" كامرأة سعودية، أنها سئمت من انتظار قرار الحكومة السعودية بالسماح للمرأة بقيادة السيارة. أما اليوسف التي سبق وأن قادت السيارة قبل تلك الحادثة، فشعرت بالسعادة للجلوس وراء عجلة القيادة من جديد الجمعة، ولكن أوضحت أنها لم تقم عمداً بما فعلته حتى تحتجزها الشرطة.

وقالت اليوسف: "بطريقة ما، يعتبر الأمر جيداً إذ تبقى القضية موجودة في ذهن الناس." وأضافت: "ولكن بعض الأشخاص قد يفهمون الأمر بطريقة خاطئة ويفترضون أننا نواجه الحكومة، ما قد يبطئ من العملية."

وشعرت اليوسف بالقلق في البداية، من أن تدخل السجن برفقة النفجان، وذلك بسبب وجود عناصر في شرطة السير، والشرطة العادية، والشرطة السرية، الذين تم استدعاؤهم إلى مكان الحادث. ولكنها أشارت إلى أن الحالة المزاجية للشرطة تحسنت إلى حد كبير في الوقت الذي وصلتا فيه إلى مركز الشرطة.

وبعدما جاء زوجها إلى مركز الشرطة، طُلب منه التوقيع على بيان تعهد أن اليوسف لن تقود السيارة مرة أخرى.

وفي هذا السياق، ذكرت اليوسف أن زوجها قال ضاحكاً قبل التوقيع على التعهد: "كيف أتمكن من فعل ذلك؟ لا يمكن أن أمنعها من القيادة. الله وحده يمكنه أن يفعل ذلك."

وتم إطلاق سراحها بعد ذلك. وتعتبر قضية قيادة المرأة للسيارة مسألة حساسة ومثيرة للجدل ولا سيما في السعودية، التي تعتبر آخر بلد يحظر على النساء قيادة السيارة. وفي السنوات الأخيرة، تحدت المزيد من النساء الحكومة السعودية، في محاولة للضغط على المسؤولين لإلغاء الحظر، وشاركن بتظاهرات في الشارع.

ورغم أن النساء لا يسمح لهن بقيادة السيارة في المملكة المحافظة، إلا أنه في الواقع، لا يوجد قانون يمنعهن من القيام بذلك. ولكن الفتاوى الدينية غالباً ما تقدم تفسيراً لفرض الحظر.

وقالت النفجان: "لقد حاولت بكل القنوات القانونية، فيما الحكومة تقدم لنا الوعود أن كل ما علينا فعله هو التحلي بالصبر والهدوء، وأننا سنحصل في نهاية المطاف على حق القيادة. أما المسؤولون فيقولون باستمرار إن قيادة المرأة هي قضية يقررها المجتمع السعودي. أردنا أن تثبت حقا أن هذه ليست القضية، وأن الذين يوقفوننا هم عناصر الشرطة."

وخلال الأسبوع الماضي، حصلت اليوسف على لقاء مع وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إذ نقلت إليه رسالة نيابة عن عدد متزايد من النساء والرجال، المطالبين بوضع حد لحظر حق النساء بقيادة لاسيارة.

وتم إبلاغ اليوسف أن الموضوع حالياً في يد العاهل السعودي الملك عبد الله، وإصلاحي حذر.

وقالت اليوسف: "سابقا، قالت الحكومة إن قضية القيادة هي قضية مجتمعية، ولكن الآن لم تعد هذه القضية. الشيء الجيد هو أننا نعرف الآن بوضوح أن المجتمع ليس هو صانع القرار."

وأضافت: "نحن نحاول ايجاد وسيلة للوصول إلى الملك حالياً. لدينا رسالة موقعة من أكثر من ثلاثة آلاف شخص لطلب الإذن بقيادة المرأة للسيارة، ونريد أن نجد طريقة لإيصال الرسالة إلى الملك."

وفي سياق مواز، قالت النفجان: "لن أهتم إذا تمت محاكمتي. أعتقد أن هذا سيكون دعاية جيدة ويعزز من القضية، أن تحاكم بسبب رفقتك لإمرأة تقود سيارة، لا يمكن أن يضاهي الأمر ما حصل في القرون الوسطى."

ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.