(CNN)-- زاد البيت الأبيض الأحد من دفع العجلة نحو تدخل عسكري في سوريا بدعوة مسؤوليه الكونغرس إلى منح الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر الذي طلبه السبت.

وإذا جرى التصويت الأحد(اليوم) داخل الكونغرس فإنّه سيعارض توجيه الضربة، ولذلك فإنّ أوباما فضّل عدم قطع المجلسين إجازتيهما.

ويحتاج البيت الأبيض إلى وقت من أجل أن يعرض ملفا مقنعا للغالبية ومن أجل حمل المترددين من المنافسين على الانضمام إلى الديمقراطيين.

واجتماع مساء الأحد بين مسؤولين من البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية مع عدد من أعضاء الكونغرس لإطلاعهم على الوضع هو عملية تدشين.

 كما أعلن السيناتور جون ماكين أنّ أوباما دعاه لاجتماع الاثنين في البيت الأبيض لمناقشة الخطوات المقبلة بشأن سوريا.

وحتى الساعة فإنّ حظوظ نجاح أوباما في الحصول على المصادقة مفتوحة على احتمالي الرفض والقبول، فوفقا لمسؤولين فإنّ عملية التصويت في مثل هذه العمليات هي عمليات فردية ولا يمكن أن تكون بالضرورة متسقة مع سياسات الحزب.

ووفقا لأحد أبرز أعضاء مجلس النواب فإنّ أنظار الديمقراطيين الآن متجهة جميعها صوب رئيسة المجلس السابقة نانسي بيلوسي، فإذا وافقت فإنّ الاحتمال الأكبر هو يمنح التفويض لباراك أوباما داخل مجلس النواب.

وفي لقاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عقدتها مع كبار قادة البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، قالت بيلوسي، التي وصلت لرئاسة المجلس عام 2006 بسبب معارضتها حرب العراق، إنها توافق على عملية محدودة في سوريا.

لكن مع ذلك فإنّ مصادر تقول إنّ التصويت في كلا المجلسين مفتوح على كل الاحتمالات.

غاز السارين

وقبل ذلك، أكد وزير الخارجية جون كيري في حوار مع CNN أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتحرك، معلنا امتلاك واشنطن أدلة قال إنها جمعتها بكيفية مستقلة تظهر أنّ نظام الرئيس بشار الأسد استخدم غاز السارين في الهجوم الكيماوي المزعوم.

واعتبر كيري أنّ من شأن عدم التحرك أن يبعث برسالة لدول أخرى مثل كوريا الشمالية وإيران مفادها أنّه من الممكن أن تكون لديها حصانة لو قامت بنفس ما قام به الأسد.

وشدّد كيري في حواره على أن الأدلة صارخة، غير أنّ الأمم المتحدة دعت زعماء العالم إلى التريث حتى يتأكد المفتشون التابعون لها من استخدام سلاح كيماوي.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي "مهمة الأمم المتحدة هي الوحيدة القادرة على إعداد تقرير بكيفية محايدة وذات مصداقية بشأن ما وقع.

وقال إنه في الوقت الذي نشجع الدول الأعضاء على تبادل أي معلومة ذات صلة إلا أنه لا يملك معلومات حول ما إذا أطلعت الولايات المتحدة المنظمة الدولية بشأن المعلومات التي تحدث عنها كيري.

"الإسراع" بالتقرير

وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة الأحد اتصالا هاتفيا بقائد فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة في سوريا أيك سيلستروم، وفقا لبيان من مكتب بان كي مون.

وأضاف البيان أنّ الاستعدادات لتصنيف العينات جارية على قدم وساق وتجري على نسق جيد وأنه سيتم نقلها إلى المختبرات الاثنين.

وأبلغ قائد المفتشين كي مون أن مسؤولين سوريين يعاينان العملية. وأكد أنّ العملية برمتها ستتم وفقا للمعايير المتفق عليها وأن عمليات التدقيق ستتم وفقا لمعايير منظمة منع الأسلحة الكيماوية.

 كما طلب الأمين العام للأمم المتحدة أن يتم إرسال التحاليل والمعلومات التي تم الحصول عليها وفق جدول زمني لا يؤثر على دقتها وأن يتم إرسال ذلك إليه شخصيا في أقرب فرصة ممكنة. كما ناقش الأمين العام وقائد فريق المفتشين طرقا للإسراع في العملية.

وكانت الضربة على سوريا تبدو حتمية حتى السبت، قبل أن يعلن أوباما أنه سيطلب الضوء الأخضر من الكونغرس الذي يعود إلى العمل في التاسع من سبتمبر/أيلول.

وفي الوقت الذي رحب فيه البعض بذلك، انتقد البعض الآخر خطوة أوباما، ومن ضمنهم المعارضة السورية.