القاهرة، مصر (CNN)-- أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن مجلس الأمن هو "الخيار الوحيد" لوقف نزيف الدم المتواصل منذ ما يقرب من عامين في سوريا، وإنهاء المعارك بين القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، وجماعات المعارضة المسلحة.

ودعا العربي، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة الأحد، مجلس الأمن إلى أن "يتدخل بشكل حاسم، وفق الآليات المتاحة له بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم."

واعتبر الأمين العام، في تصريحات أوردها التلفزيون المصري على موقعه الرسمي، أن هذا هو "الطريق الوحيد المتاح الآن، لإنهاء القتال الدائر، والبدء في انتقال سياسي في سوريا، يؤدى إلى تغيير كامل في البيئة السياسية، نحو نظام ديمقراطي سليم، ينعم فيه الشعب السوري بالحرية والعزة والكرامة."

وأشار العربي إلى أن أزمة اللاجئين السوريين في الأردن هي "نتاج للأزمة الكارثية الدائرة في سوريا، وعدم الوصول إلى أي حل سلمى بشأنها ينهى نزيف الدم، ويحقق المطالب المشروعة للشعب السوري، في تغيير جذري للحياة السياسية في سوريا."

وأضاف أنه "طالما غاب الأفق السياسي لحل الأزمة السورية، طالما تفاقم وضع النازحين السوريين في لبنان والدول المجاورة"، مشيراً إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان، وفق ما أعلنت الحكومة اللبنانية، وصل إلى 200 ألف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال، الأمر الذي يولد ضغوطا اقتصادية واجتماعية على لبنان.

وقال العربي إن "النظام السوري ما زال يتعامل مع القضية من منظور خاطئ، يتجاهل عمق وطبيعة التحرك الشعبي، ويصر على التعاطي مع الأمور في إطار أمني، وكان المسألة لا تتعدى كونها مؤامرة إقليمية دولية ذات طبيعة إرهابية."

ولفت الأمين العام إلى أنه أجرى العديد من المشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومع المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وشدد على أن "أي قرار ملزم من مجلس الأمن، يجب أن يتضمن أيضاً قوة حفظ سلام كبيرة وفعالة، تضمن وقف القتال الدائر، وتوفر الحماية للمدنيين الأبرياء."

وحذر العربي من أنه في ضوء غياب حل في الأفق "علينا أن نتوقع مزيد من تدفق النازحين من سوريا"، داعياً إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة، وتوفير الموارد لمواجهة "هذا الوضع المأساوي"، على حد وصفه.