(شاهد التقرير)

وادي البقاع، لبنان (CNN)-- كان الاعتقاد السائد لدى آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة بـ"وادي البقاع" بلبنان، أن حياتهم لن تزداد سوءاً عما كانت عليه، إلا أن العاصفة الثلجية "أليكسا" بدلت حياتهم رأساً على عقب.

ونشرت العاصفة، التي تجتاح عدداً من دول الشرق الأوسط، بردها القارس في كل ركن من زوايا المخيم الذي يقيم فيه هؤلاء اللاجئون، لتزيد من ظروفهم المأساوية التي يعيشونها منذ أن تركوا بلدهم، بسبب الحرب الطاحنة.

 تقرير: أطفال سوريا يدفعون ثمنا باهظا لأزمة بلادهم

وتنتشر المشاهد التي تعبر عن حالة البؤس التي يعيشها اللاجئون في كل مكان، ويتصدر المشهد طفلة ترتدي نعال بالية، وبدون جوارب تحمي قدميها، تحاول جمع كمية من الثلج للحصول على بعض المياه التي قد تساعدها في الطهي.

وعلى طول الطريق، تنتشر خيام بدائية يحتمي بها سكان المخيم من البرد، بينما يحاول بعض الأطفال تمضية وقتهم في اللهو، وسط درجات الحرارة شديدة البرودة، التي تتعرض لها المنطقة لأول مرة، ربما منذ عقود.

إقامة استثنائية لـ170 لاجئ سوري وفلسطيني بمصر

وفي محاولة لشرح الحالة المزرية التي يعيشونها، قال أحد الأطفال، يُدعى أحمد، وهو من مدينة "حمص" لـCNN: "لا يوجد لدينا ما يساعدنا على الدفء."

وأضاف صديقه عبدالله، وهو أيضاً من نفس المدينة السورية: "نحتاج إلى وسائل التدفئة، نحتاج إلى ملابس شتوية ثقيلة للأطفال، الكبار يمكنهم تحمل هذا البرد القارس، أما الأطفال فلا يمكنهم ذلك."

أنجلينا جولي تدعو السوريين لوقف القتل والتوجة إلى جنيف

وبحسب تقديرات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن لبنان لديها أكبر عدد من اللاجئين السوريين بين دول المنطقة، حيث يُقدر عددهم بأكثر من 838 ألف لاجئ، سواء المسجلين لدى المفوضية، أو من هم بانتظار تسجيلهم.

ورغم هذه الظروف المأساوية، يعتقد كثير من اللاجئين أنهم "محظوظون" لكونهم في وادي البقاع بلبنان، حيث على بعد ساعة ونصف باتجاه الشمال، فإن الأمر أسوأ بكثير، حيث تغطي الثلوج المكان تماماً.

ووسط الحاجة الى الدعم الخارجي، يزداد الخوف بين سكان المخيم من أن "الأسوأ قادم"، فبالنسبة لهؤلاء قتامة الليل وبرودته، قد تكون أشد من أي وقت مضى.

آموس: ربع مليون سوري لا يمكن الوصول إليهم

الأردن: 100 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا طوعاً