أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تدق عملية "الشباب" الصومالية في العاصمة الكينية، نيروبي، ناقوس الخطر مجدداً من الحركة المتشددة نظراً لجرأتها والإعداد المعقد لها، والحصيلة المرتفعة للخسائر البشرية، والتي لا تقل عن 68 قتيلاً.
ويظهر حجم عملية اقتحام مركز "ويست غيت" التجاري في نيروبي، التي استغرقت أكثر من 24 ساعة احتجز فيها المهاجمون عددا من الرهائن، والمشابهة لهجوم مومباي بالهند عام 2008، تطور قدرات "الشباب" وانتقالها إلى مستوى جديد بالانتقال بضرباتهم إلى خارج الصومال.
وكانت "الشباب" قد توعدت كينيا بالانتقام عقب دخول قواتها العسكرية جنوبي الصومال، معقل الشباب، لمحاربة ودحر عناصرها المتشددة، وسبق وأن نظمت موجة هجمات في العاصمة اليوغندية، كمبالا، موقعة أكثر من 60 قتيلاً عام 2010، بدعوى قيادة أوغندا للقوة الإفريقية في الصومال لدعم الحكومة الانتقالية الهشة هناك.
وتبدو عملية "ويست غيت" مختلفة تماما عن كافة هجمات الشباب، فهي عملية معقدة شارك فيها أكثر من عشرة مهاجمين مدججين بالأسلحة الثقيلة واستخداموا عددا من المنافذ لإحكام الطوق على المركز التجاري الواقع في أحد أحياء نيروبي الراقية.
وتزعم "الشباب" إن التخطيط للعملية استغرق أشهرا من الإعداد والتدريبات، كما أنها قدمت متابعيها على موقع "تويتر" الاجتماعي رصدا متواليا لتطورات العملية وبدأتها بتغريدة" دخل المجاهدون مركز ويست غيت للتسوق اليوم حوالي ظهر اليوم ومازالوا بداخله يقاتلون الكينيين الكفار داخل أرضهم."
وتنطبق عملية "ويست غيت" على تعليمات زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، التي بثها الأسبوع الماضي ودعا فيها أنصاره لاستهداف الغرب، فالمركز التجاري يضم عددا من المؤسسات الإسرائيلية وهو مقصد للأجانب الغربيين المقيمين في كينيا، ومن بين قتلى الهجوم 3 بريطانيين، و2 من فرنسا و2 من كندا.
كما أن الظواهري دعا لاحتجاز رهائن "من دول تشارك في غزو الدول المسلمة لاستخدامهم في عمليات مقايضة"، وتفادي إيقاع ضحايا بين المسلمين، وهو ما زعمت "الشباب" تطبيقه بحذافيره بتغريدة على "تويتر" قالت فيها إن مسلحيها قاموا باصطحاب المسلمين خارج المركز التجاري قبل مهاجمة "الكفار" بالداخل، وقال بعض المتسوقين إن المليشيات حاولت تحديد المسلمين من المتسوقين بالسؤال عن اسم والدة النبي محمد.
وتعتبر نيروبي أكثر المدن عرضة لهجمات الشباب، لتواجد أعداد كبيرة من الصوماليين النازحين بإحدى ضواحيها التي تعرف بـ"مقديشو الصغرى" وتأوي نحو 250 ألف صومالي، كما أن الحركة متجذرة بالمنطقة حيث لها ملاذات آمنة هناك، وتقوم بحملات جمع تبرعات وتجنيد كوادر للانضمام لها.
كما أن لـ"الشباب" حليفاً في المدينة، وهي جماعة "الهجرة" الكينية، التي يعمل المحققون حالياً للتحديد إذا ما كان للأخيرة دور في عملية "ويست غيت."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.