القاهرة، مصر (CNN)-- جددت جماعة "الإخوان المسلمين" دعوتها إلى جموع الشعب المصري لمقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، ووصفته بأنه "استفتاء الدم والخراب"، وذلك قبل ساعات على فتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين صباح الثلاثاء.
وأصدرت الجماعة، التي أعلنتها الحكومة المؤقتة "تنظيماً إرهابياً" مؤخراً، بياناً مساء الاثنين، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، تضمن هجوماً حاداً على وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي وصفته بـ"زعيم الانقلابيين الدموي القاتل."
اشتباكات بمصر وإحباط "مخطط" لتخريب الاستفتاء
ووصف البيان، الذي خاطب "الشعب المصري العظيم"، الدستور "المعطل"، الذي تم الاستفتاء عليه في عهد الرئيس "المعزول"، محمد مرسي، وجاءت الموافقة عليه بنسبة أقل من 64 في المائة، بأنه "أعظم دستور شهدته مصر."
وتابعت جماعة الإخوان، التي قوبلت باحتجاجات شديدة خلال العام الذي أدارت فيه شؤون مصر، بقولها: "ثم جاء ضابط عسكري، حلف اليمين على احترام الدستور وطاعة الرئيس وحماية النظام، فخان الأمانة ونقض العهد، وألغى ذلك كله، واستولى على السلطة."
"مصر القوية" يقاطع الاستفتاء ويهاجم مشروع الدستور
وتضمن البيان العديد من الاتهامات إلى السيسي، الذي قاد عملية "عزل" مرسي، بعد احتجاجات شعبية حاشدة نادت برحيله، منها أنه "طلب تفويضاً، واستجاب له البعض، فراح يقتل في الشعب المصري في مجازر وحشية، لا يمكن أن يرتكبها احتلال أجنبي."
وأضاف أنه "اعتقل أكثر من 15 ألفاً، معظمهم من العلماء وأساتذة الجامعات والمهنيين والخبراء والطلاب.. بل اعتقل النساء والفتيات، وقام رجاله بالتحرش بهن، وأجرى لبعضهن كشوف العذرية، انتهاكاً للأعراض."
السيسي للمصريين: تحملوا المسؤولية وانزلوا للتصويت على الاستفتاء
كما اتهمه البيان بأنه "قتل الطلاب والطالبات في ساحات الجامعات وقاعات الدرس.. واستخدم القضاء في إصدار أحكام جائرة بحق الطلاب والفتيات.. واستخدم أموال الشعب، التي نشتري بها السلاح للدفاع عن الشعب، في قتل الشعب وإصابته، وفي الدعاية لشخصه وخطته."
واعتبر البيان أن السيسي "حقق انهياراً في الاقتصاد غير مسبوق، حتى ذهبت مصر تتسول من دول الخليج، ليس المال فقط، بل الملابس المستعملة، في هوان لم تعرفه مصر وأهلها في تاريخها.. وقام بتعطيل القنوات الإسلامية، وعطل صحفاً، وكمم الأفواه، وقتل واعتقل صحفيين وإعلاميين."
إبراهيم: مصر تشهد لحظة فارقة لن نسمح بتعكيرها
وفي إشارة إلى قرار تجميد أموال الإخوان والجمعيات التابعة لها، اتهمت الجماعة وزير الدفاع بأنه "جمد أموال الجمعيات الخيرية الإسلامية، التي تكفل ملايين الأسر، وتعالج ملايين المرضى.. حتى صرح آباء الكنيسة بأنهم سيكفلونهم باسم الرب يسوع، وهي عملية في غاية الخطورة على الإسلام"، بحسب البيان.
كما اتهم البيان الفريق السيسي، الذي عينه مرسي بمنصبه، بأنه "قسم الشعب المصري إلى شعبين، وراح يشعل نيران الكراهية والعداوة، عن طريق أجهزة إعلامه، ويحض على الاقتتال بينهما، منحازاً إلى أحد القسمين."
سلفيو مصر يدعون للتصويت بنعم على الدستور
وفي انتقادها لوثيقة مشروع الدستور، قالت جماعة الإخوان: "حذفت مادة تجريم سب الأنبياء والمرسلين، وكأنهم يرحبون بسبهم.. وألغت مادة إنشاء المفوضية العليا لمكافحة الفساد، الأمر الذي يدل على نيتهم في ممارسة الفساد وحمايته."
وتابعت: "ثم طرحوا هذه الوثيقة للاستفتاء، واستعانوا برموز الفساد في عهد (الرئيس الأسبق حسني) مبارك، للترويج لها، وسخروا كل إمكانات الدولة لذلك الترويج، وأنفقوا على ذلك الملايين."
"نشرة أخبار الفراخ" تثير جدلاً حول دستور مصر
وتطرق البيان إلى الإقبال الضعيف للمصريين في الخارج على الاستفتاء على مشروع الدستور، بقوله: "إلا أن المصريين بالخارج قاطعوا التصويت عليها، وهو نبض الشعب المصري، فلم يشارك في التصويت إلا نسبة ضئيلة للغاية لا تتجاوز 10 في المائة، مقارنة بأكثر من 42 في المائة في الاستفتاء في 2012."
كما أشار البيان إلى إجراءات الأمن التي تشهدها مصر لتأمين الاستفتاء، بقوله عن السيسي "ثم قام بنشر 160 ألفاً من قوات الجيش، ومنها الصاعقة والمظلات، وآلاف الدبابات والمدرعات، وربما الطائرات، بالإضافة لقوات الشرطة بالكامل، لتأمين الاستفتاء المزعوم، وكأننا في حرب ضروس مع دولة معادية."
وبينما تساءل البيان: "أي دستور هذا الذي يتم الاستفتاء عليه تحت المدافع الخفيفة والثقيلة والمدرعات؟"، داعياً الشعب إلى مقاطعة ما وصفه بـ"استفتاء الدم والخراب"، فقد أكدت الجماعة أنها "على يقين أنهم سيلجؤون إلى التزوير"، وقالت إن "الذي يخوض في الدم الوطني الزكي، لن يتورع عن تزوير إرادة الشعب، مثلما ألغاها من قبل تحت جنازير الدبابات."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.