بين أحلام روسيا ورؤية السعودية.. من يفوز بمعركة تصدير النفط للصين؟

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Shutterstock; CNNMoney

سان بطرسبرغ، روسيا (CNN)-- أدى تحطم أسعار النفط إلى تقارب ما بين روسيا والمملكة العربية السعودية، أكثر من أي وقت مضى. ولكن الآن، فإن سباقاً لتلبية احتياجات الصين الضخمة من الطاقة يهدد ذلك التقارب.

محتوى إعلاني

إذ نسقت روسيا والسعودية عن كثب جهودهما الرامية إلى القضاء على وفرة المعروض من النفط، والتي أدت إلى انهيار أسعار النفط الخام العام الماضي ليصل سعر البرميل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.

محتوى إعلاني

واتفقتا مع منتجين رئيسيين آخرين على خفض إنتاجهم من النفط الخام كجزء من محاولة لدعم الأسعار. وفي الأسبوع الماضي، أعلنتا تمديد اتفاق خفض الانتاج لمدة تسعة أشهر إضافية.

وكان أحدث مؤشر على التعاون بين أكبر منتجين للنفط في العالم، هذا الأسبوع، عندما استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتني، ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتعزيز الاتفاق والتعاون بين الدولتين

ولكن خلف الكواليس، هناك واقع آخر: فالسعودية وروسيا في معركة محتدمة حول من سيكون المورّد الأكبر للصين، والتي هي أحد أكبر مستوردي الطاقة، ذات شهية للنفط الخام لا تشبع.

قارن الرئيس التنفيذي لشركة "Qamar Energy"، روبن ميلز، التنافس الناشئ بين السعودية وروسيا بـ"اللعبة الكبرى" (أو The Great Game) – وهي مباراة شطرنج جيوسياسية في القرن التاسع عشر، حاربت بريطانيا وروسيا خلالها من أجل التفوق في آسيا الوسطى.

وقال ميلز: "الصين الآن هي اللاعب. كل مُصدر رئيسي، سواء كان السعودية أو إيران أو روسيا، يجب أن يكون له حصة من ذلك السوق."

الأحلام الروسية

اتخذت روسيا أول خطوة رئيسية لها في عام 2014. بوتين، الذي مُنع من الوصول إلى الأسواق الغربية بسبب العقوبات بشأن الصراع في أوكرانيا، توجه إلى الشرق بحثاً عن شريان حياة اقتصادي.

وجد ذلك الشريان في الصين. وبعد سنوات من المفاوضات، وقعت موسكو وبكين صفقة لمدة 30 عاماً في عام 2014 لتزويد الغاز الطبيعي لأكبر الأسواق الناشئة في العالم. ويُقدر العقد بنحو 400 بليون دولار.

ولم يُعلن عن ذلك على نطاق واسع في ذلك الوقت، ولكن خبراء استراتيجيات مجال الطاقة يقولون إن بوتين عرض خصومات ضخمة على الرئيس الصيني، شي جينبينغ، لعقد الصفقة وتأمين وصول روسيا إلى السوق الصينية.

إلا أن بوتين لم يكن أول من قدم عرضاً لبكين.

رؤية السعودية

بدأ الملك السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، بتعزيز علاقات المملكة مع الصين، بزيارة خارجية في عام 2006، وأدت تلك الرحلة إلى إطلاق مشروع مشترك بين شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وعملاقة النفط السعودي "أرامكو".

وتضمنت الصفقة مصفاة عملاقة في البحر الأحمر قادرة على التعامل مع 400 ألف برميل من النفط الخام يومياً، فضلاً عن بناء منشأة مماثلة في الصين. كما التزمت السعودية باتخاذ بكين مقراً رئيسياً في آسيا.

وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن المملكة بدأت للتو، مضيفاً: "نأمل بإنشاء المزيد من المصافي في الأراضي الصينية. إنه أمر استراتيجي للغاية وعلى أعلى مستوى، ولدينا الكثير من الفرص للنمو ويعرف شركاؤنا الصينيون ذلك."

استراتيجية آسيا

ليست الصين وحدها التي لفتت انتباه روسيا والمملكة العربية السعودية.

إذ قام العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بجولة في المنطقة في وقت سابق من هذا العام، حيث وقع صفقات بقطاع النفط والغاز بقيمة 13 مليار دولار مع شركاء في دول مثل ماليزيا وإندونيسيا.

الطلب كبير: إذ مثّلت آسيا ثلث الطلب العالمي اليومي عند 31.4 مليون برميل في العام الماضي، وفقا للمؤسسة الاستشارية "FACTS Global Energy."

وتظهر الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار شخص ويبدو اقتصادها مزدهراً، كدولة أخرى بارزة في آسيا. وقال ميلز إن الدولة تضيف الآن كميات من النفط تعادل - إن لم تتجاوز - ما تضيفه الصين.

وقال الفالح إن الهند ضمن الدول البارزة على راداره.

كما تحاول روسيا التحرك للحصول على حصة من سوق الهند، إذ فاجأت مراقبي القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من خلال دفع 13 مليار دولار لشركة "Essar Oil"، ثاني أكبر شركة نفط خاصة في الهند. ولم تحصل الصفقة بعد على الموافقة النهائية.

وقد كشف بوتين عن أولوياته بطريقة أخرى: إذ دعا رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، إلى المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ هذا الأسبوع، وهو حدث كبير يُعقد كل عام في مسقط رأس الزعيم الروسي.

نشر
محتوى إعلاني