لماذا أنشأت هذه الدراجات سوقاً يقدّر بمليارات الدولارات؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الامريكية (CNN)-- تود شركات الصين الناشئة، والمختصة بتوفير الدراجات الهوائية للجميع، أن تحدث ثورة بهذا المجال حول العالم.
إذ بدأت هذه الشركات الصينية بالانتشار في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية، لتحاول توزيع دراجاتها الهوائية الملوّنة والتي لا تحتاج إلى محطات للوقوف.
إذ أطلق أحد أكبر مشغّلي الدراجات الهوائية في الصين "Mobike" ألف دراجة بعجلات برتقالية اللون في مدينة مانشستر البريطانية، الخميس، لتصبح هذه المرة الأولى التي تبادر بها الشركة بمشروع خارج الصين.
قد يهمك.. هل ستبدو شوارعنا هكذا بالمستقبل القريب؟
لكن منافستها "Ofo" سبقتها لأوروبا أولاً، إذ أطلقت أسطولاً صغيراً من دراجاتها الصفراء في كامبريدج البريطانية في أبريل/نيسان الماضي، وقد قامت "Ofo" باختبار دراجاتها بهدوء في سيليكون فالي وسان دييغو بالولايات المتحدة.
وقد تحولت المشاركة للدراجات الكهربائية إلى قطاع عالمي للأعمال، مع انتشار أكثر من ألف مشروع حول العالم، ويتوقع أن تتحول لسوق بقيمة 5.9 مليارات دولار بحلولو عام 2020، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث "Roland Berger".
ويقول المحلّلون إن المثال الصيني يمكنه أن يغير من مجريات اللعبة في هذا السوق، إذ يمكن فك القفل وفتحه في أي مكان باستخدام تطبيق هاتفي، ما يعني بأنه لا يتوجب على المستخدمين العودة إلى محطة معينة لتسليم الدراجة عن الانتهاء من استخدامها.
لكن شركتي "Ofo" و"Mobike" هما الأكبر في مجال تأجير الدراجات الهوائية بالصين، كل واحدة منهما تقدّر بمليار دولار، ويمكنهما فرض عقوبات على المستخدمين الذين يقومون بإخفاء دراجاتهم أو ركنها بشكل غير مسموح او بموقع لا يمكن الوصول إليه بسهولة، وذلك باستخدام تقنية تحديد المواقع للدراجات.
أيضاً.. دراجة الشرطة الخارقة.. تقود نفسها ذاتياً!
وتحظى "Mobike" بدعم من شركة "Tencent" التكنولوجية العملاقة، ومن "Foxconn" التي تعد إحدى المزوّدين لشركة "آبل"، أما "Ofo" فتحظى بدعم من أسماء كبيرة أيضاً، مثل "Alibaba" ونظير "أوبر" في الصين "Didi Chuxing".
لكن الانتشار السريع لهذا الأسلوب في الصين تسبب بالعديد من المشاكل، من بينها جبال من الدراجات المكوّمة، وإفلاس عدد من الشركات.
إذ أشارت الشركات المحلية "Wukong Bikes"، والتي أوقفت أعمالها الشهر الماضي، أشارت إلى أنها فقدت حوالي 90 في المائة من دراجاتها.
ومع توسّع نطاق هاتين الشركتين إلى أوروبا وأمريكا، سيتوجب عليها النظر إلى بعض المشاكل التي واجهت القطاع بعد نجاحه الكبير بالصين، إذ أن خدمة عدم إرجاع الدراجات لنقاط معينة أدت إلى تكويم الدراجات، ما أجبر الشركات على إرسال موظفين لإزالتها بأنفسهم، أو حتى توفير تخفيض بأجرة الدراجة إن قام المستخدمون بترك الدراجات في مناطق معينة.
لكن هذا السوق يمكنه تزفير فرصة أكبر لمشاركة تلك الشركات معلوماتها، بالأخص مع وجود خاصية تحديد مواقع الدراجات عبر الأقمار الصناعية "GPS"، والتي تمكّن الشركات من التعرف على نقاط الازدحام وكثافته وتوقيت حصوله، إذ أعلنت "Mobike" نيتها التوسع إلى خدمات التوصيل، وبدأت بتجربة صفقات تجارية مع المتاجر المحلية، حيث يمكن للسائقين الحصول على صفقة بمحل تجاري إن أظهر تطبيق "Mobike"، كما تجرّب "Ofo" خدمات مشابهة.