شركات الطيران الأمريكية تزعم الفوز في نزاع دعم قطر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن شركات الطيران الأمريكية الكبرى اتهمت لسنوات عديدة، الناقلات الخليجية أي الخطوط الجوية القطرية، وطيران الاتحاد، والخطوط الإماراتية، بأنها تحظى بدعم حكومي يضر بالمنافسة العادلة، إلا أنها ترحب حالياً بالاتفاق بين الولايات المتحدة وقطر لضمان تكافؤ الفرص في قطاع الطيران العالمي.
وعقب اجتماع مع مسؤولين قطريين في واشنطن هذا الأسبوع، قالت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء، إن قطر وافقت على مطابقة المستويات الأمريكية للشفافية المالية.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن "الوفدين الأمريكي والقطري توصلا إلى مجموعة من التفاهمات لمعالجة المخاوف التي أثارتها شركات الطيران الأمريكية فيما يتعلق بدعم الحكومة لشركة الخطوط الجوية القطرية الوطنية،" لافتة إلى أن "هذه التفاهمات تركز على العلاقات الثنائية الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين، وهي تمثل مجموعة من الالتزامات السياسية الهامة رفيعة المستوى."
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن "الحكومتين تؤكدان عزمهما على تعزيز أفضل الممارسات لمشاركة شركات الطيران التابعة لهما في السوق من خلال تقديم خدمة الركاب المقررة بموجب اتفاق النقل الجوي بين الولايات المتحدة وقطر،" مضيفة أن "في ما يتعلق بالمسألة الحيوية الخاصة بالشفافية المالية، ينبغي أن تصدر شركات الطيران هذه في العام المقبل تقارير سنوية عامة تتضمن بيانات مالية تخضع للتدقيق الخارجي وفقاً للمعايير المحاسبية المعترف بها دولياً، ما لم تكن تقوم أصلاً بذلك."
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه "في غضون عامين، يجب أن تكشف شركات الطيران هذه علناً عن المعاملات الجديدة الهامة مع المؤسسات المملوكة للدولة وأن تتخذ خطوات لضمان أن تستند هذه المعاملات إلى شروط تجارية."
وطالبت خطوط "يونايتد" و"دلتا" و"الخطوط الجوية الأمريكية" منذ فترة طويلة الحكومة الأمريكية إلى مراجعة اتفاقيات الأجواء المفتوحة التي تسمح لشركات الطيران الخليجية بالتحليق بحرية من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر إلى أي وجهة أمريكية.
وقالت الخطوط الأمريكية سابقاً إن خطوط "الاتحاد" و"الإماراتية" و"القطرية" حصلت على مستويات دعم غير مسبوقة، قدرتها بخمسين مليار دولار، وفي المقابل، نفت الشركات الخليجية هذه الاتهامات بشدة.
ولم يستجب المسؤولون القطريون لطلب التعليق. وأضاف البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن "في الحوار الاستراتيجي الأمريكي القطري رحب وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونظيره القطري محمد آل ثاني بنتائج المناقشات الأخيرة حول الطيران المدني بهدف ضمان تكافؤ الفرص في قطاع الطيران العالمي، مع الحفاظ على إطار الأجواء المفتوحة ضمن سياسة الولايات المتحدة للطيران الدولي." ورحبت شركات النقل الامريكية الكبرى بهذه الانباء.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أميريكان إيرلاينز" دوغ باركر في بيان إن "الإجراءات التي اتخذتها الإدارة تتصدى بشكل مدروس للإعانات غير القانونية التي تتلقاها الخطوط الجوية القطرية، والأهم تدعم العمال الأمريكيين."
ورفضت الخطوط الجوية القطرية طلب التعليق.
وتحلق الخطوط الجوية القطرية مباشرة من الدوحة إلى 10 وجهات في الولايات المتحدة. وفي العام الماضي، كانت مهتمة بشراء نسبة 10 بالمائة من الخطوط الجوية الأمريكية، ولكن بعد مرور شهر، تخلت عن هذه الخطط.
وأشار الخبراء إلى أن هناك الكثير من الإمكانات التى يمكن من خلالها للخطوط الجوية القطرية أن تنمو فى الولايات المتحدة.
وقال ويل هورتون، كبير المحللين في منطقة شمال آسيا والشرق الأوسط في مركز كابا للطيران إن "رغم أن الخطوط القطرية موجودة بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه يمكن لوجودها أن يكون أكبر،" مضيفاً أن "الإعلان قد يقلل من حدة التوتر مع نمو قطر."
وجاء التعهد الذي قدمته قطر بشأن الشفافية في الوقت الذي تعزز فيه دفاعاتها الاقتصادية ضد المقاطعة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في الخليج.
وقد قطعت الامارات العربية المتحدة مع السعودية، والبحرين، ومصر، جميع الروابط الدبلوماسية ووسائل النقل مع قطر العام الماضي، متهمة الدوحة بتمويل الارهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. وتنفي قطر هذه الادعاءات بشدة.
وكان وزير المالية القطري علي شريف العمادي قد أعلن الاسبوع الماضي أن الحظر لن يمنع الناقل الوطني القطري من النمو.
ومع التوصل إلى اتفاق مع قطر، قد تجد شركات الطيران الإماراتية نفسها الآن أكثر تعرضا للضغط الأمريكي، إذ قال المدير التنفيذي لشركة "دلتا" للطيران إد باستيان إنه سيواصل العمل على إنهاء "الانتهاكات التجارية الضارة" من قبل خطوط "الاتحاد" و"الإماراتية."
وأوضح هورتون أن المحادثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة هي على الأرجح أكثر تعقيدا،" مضيفاً أنه "قد يكون لدى شركتي الطيران والمساهمين فيهما وجهات نظر مختلفة حول كيفية التنسيق مع الولايات المتحدة."
ورفضت كل من شركتي الطيران "الإماراتية" و"الاتحاد" التعليق على الموضوع.