تثبيت أسعار الفائدة في مصر.. ومحللون: قرار متوقع لهذا السبب

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)-- "كان متوقعاً".. رد أجاب به 3 محللون ببنوك استثمار محلية على قرار البنك المركزي المصري، الخميس، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة دون تغيير عند مستوى 16.75% و17.75% على الترتيب، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، مبررين ذلك بارتفاع معدل التضخم الشهري متأثراً بتحريك أسعار الوقود.

محتوى إعلاني

ورفعت الحكومة المصرية، يوم 16 يونيو/ حزيران الماضي، أسعار الوقود بنسب متفاوتة تجاوزت 50%، وذلك في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي يشمل رفع الدعم عن الوقود تدريجياً، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم الشهري بنسبة 2.5 % خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، ليسجل الرقم القيـاسى العـام لأسعــار المستهلكين لإجمــالي الجمهوريـة 289.9.

محتوى إعلاني

وقلل محللون، من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة فى الأسواق الناشئة المنافسة مثل تركيا والأرجنتين على الاستثمارات الأجنبية فى أدوات الدين "أذون وسندات الخزانة"، مؤكدين أنه مازال السوق المصري جاذب لأدوات الدين.

وقالت رضوى السويفي، رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، إنه هناك توافق على قرار البنك المركزى المصرى تثبيت سعر الفائدة، بسبب ارتفاع معدل التضخم على أساس شهري متأثراً بقرارات برنامج الإصلاح الاقتصادى الأخيرة خاصة المتعلقة بتحريك أسعار الطاقة، متوقعة أن تستمر موجة صعود معدل التضخم الشهرى لفترة من شهرين إلى 3 أشهر، أما المعدل السنوى فتوقعت استقرار عند نسبة 13.5%.

وأضافت السويفى، فى تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، بشأن تأثير أسعار الفائدة عالمياً على قرار المركزى المصري، أن هناك توقعات برفع الولايات المتحدة الأمريكية أسعار الفائدة، إضافة إلى زيادة الأرجنتين وتركيا بالفعل لسعر الفائدة، ومع ذلك فأن الاقتصاد المصرى يتميز بديناميكية مختلفة عن تلك الأسواق ولذا لا يحتاج لرفع الفائدة، مشيرة إلى أن احتمالية تكرار سيناريو تركيا والأرجنتين الخاص بتراجع سعر العملة المحلية غير وارد، و"لذا فإن الاستثمار فى أدوات الدين المصرية أفضل بسبب ارتفاع سعرها واستقرارها فى الوقت نفسه".

و اتفقت ريهام الدسوقى الخبير الاقتصادى، فى تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن معدل التضخم السنوى عند مستوياته المتوقعة و مع استمرار الضغوط التضخمية من الاصلاحات الاقتصادية و الاسباب الموسمية بالاضافة الى تحسن المؤشرات الاقتصادية فانه كان من المرجح تثبيت سعر الفائدة. و كان التضخم الشهرى قد ارتفع فى الشهور الاخيرة لأسباب موسمية خاصة بفصل الصيف والأعياد إضافة إلى تحريك أسعار الطاقة والخدمات.

وتتوقع الدسوقى أنه قد يبدأ البنك المركزي فى تخفيض سعر الفائدة فى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل "حال غياب المزيد من المؤثرات التضخمية".

وأكدت الدسوقى، جاذبية السوق المصرى للاستثمار فى أدوات الدين، بسبب ارتفاع سعر الفائدة مراقنة بالاسواق الناشئة واستقرارسعر الجنيه مقابل الدولار، مما يعطى استقرار أفضل للاستثمار الأجنبى في أدوات الدين مقارنة بأسواق الأرجنتين وتركيا واللتان تمران بأزمة اقتصادية دفعتها لرفع الفائدة.

و أرجع محمد أبو الغيط العضو المنتدب لبنوك الاستثمار بشركة بايونيرز القابضة، فى تصريحات خاصة، ارتفاع سعر الفائدة لعاملين داخلية وهى رفع أسعار الوقود والمترو والمياه، وخارجية وهى ارتفاع سعر الدولار ورفع سعر الفائدة الأمريكية، وهى أسباب تمثل ضغوط تضخمية، مضيفا أن تلك الضغوط التضخمة تؤثر على احتمالية خفض سعر الفائدة خلال العام الحالي.

ولفت أبو الغيط، إلى أن هناك مؤشرات أخرى إيجابية للاقتصاد المصري مثل استمرار تراجع معدل البطالة، وارتفاع معدل النمو الناتج المحلي الإجمالي مدعومة بتحسن في صافى الصادرات المصرية، واستمرار الدولة في برنامجها للإصلاحات الهيكلية مما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للحد من الضغوط التضخمية الناتجة عن زيادة معدلات البطالة، منوها إلى أن الإصلاحات المالية فى مصر تمت رغم رفع أسعار الوقود عالمياً.

وكان البنك المركزى المصرى قد رفع أسعار الفائدة 7% منذ تعويم الجنيه فى نوفمبر 2016، من أجل كبح معدلات التضخم التى تفاقمت بسبب انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، ورفع أسعار الوقود.

نشر
محتوى إعلاني