أين تستثمر أموالك في 2019؟.. خبراء يجيبون لـ CNN
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- يراقب المستثمرون حول العالم، مجموعة من المخاطر والمخاوف، التي ستؤثر على استثماراتهم خلال العام الجديد 2019، منها توقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي، والحروب التجارية بين الدول الكبرى، إضافة إلى سلاح العقوبات الاقتصادية، الذي بات يضغط على العديد من الدول.
في مثل هذه الظروف، يكون من الصعب اتخاذ قرار بالاستثمار في مجال معين، خاصة بالنسبة للأفراد العاديين، لذلك تحدثت CNN بالعربية، إلى عدد من خبراء الاقتصاد والاستثمار، للتعرف على توقعاتهم ونصائحهم في هذا الصدد.
البداية مع النفط، أهم مصادر الثروات في المنطقة، والذي شهدت أسعاره تقلبات عنيفة خلال عام 2018، حيث يتوقع خبير النفط الكويتي، محمد الشطي في حديثه لـCNN، إنه يتوقع أن يتراوح سعر النفط بين 55 إلى 65 دولارا للبرميل خلال النصف الأول من 2019، بينما قد يصعد إلى 70 دولارا للبرميل في النصف الثاني مع تحسن الطلب.
ويرى، أن وضع إيران مُحير، ولا أحد يعرف مستقبل الحظر الأمريكي وتداعياته على النفط الإيراني.
وأضاف الشطي، "المنتجون يعولون على اتفاق أوبك وشركائها بخفض الإنتاج، الأوضاع في ليبيا غير مستقرة وتفقد سوق النفط الكثير، وزير الطاقة الروسي، قال الخميس، الاستثناء الأمريكي هو ما دفعنا للاتفاق مع أوبك على خفض الإنتاج".
أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة وأسواق الأسهم، فيقول الخبير الاقتصادي القطري، بشير قحلوط، إنه بالنظر إلى رفع معدلات الفائدة فإن الدولار والعملات المرتبطة به تتجه إلى المزيد من الارتفاع في 2019، ما سيشكل ضغوطا على أسعار الأسهم مع تفاوت في حجم التراجعات ما بين بلد وآخر وما بين قطاع وآخر في البلد الواحد.
وينصح قحلوط المستثمرين، بتخفيض نسبة استثماراتهم في الأسهم بوجه عام، مع الاحتفاظ بالأسهم التي حققت شركاتها نتائج قوية في الشهور التسعة الأولى من العام 2018، بما يرشحها لتوزيع عوائد جيدة بعد عدة أسابيع من الآن.
وأوضح قحلوط، أن بورصة قطر كانت مقدمة الأسواق العربية خلال العام، بعد أن ارتفع مؤشرها أكثر من 20% في 2018، ولكن هذا الارتفاع جاء بعد تراجعات شهدتها السنة الماضية.
وأضاف أن على المستثمرين الحذر عند الاستثمار في الأسهم وعدم اتخاذ قرارات متعجلة وانتظار نتائج 2018.
ونصح الخبير الاقتصادي، وضاح الطه، المستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية، وقال إن قطاعات بعينها لها مستقبل مثل القطاع التكنولوجي، وتوقع الطه أن تعود الأسواق الأمريكية للارتفاع خلال العام المُقبل بنسب تصل إلى 17%.
وقال إن هناك تقارير تُبرر ذلك بوصول الأسهم لمستويات متدنية، مما يغري المستثمرين، بالإضافة إلى جاذبية توزيعات الأرباح المتوقعة لدى الشركات الأمريكية والتي قد تصل إلى 1.5 تريليون دولار، وعندما تنخفض الأسعار وترتفع التوزيعات سيرتفع العائد على الاستثمار، وأردف أن الاقتصاد الأمريكي سينمو بمعدلات أقل من 2018.
وأوضح الطه، أنه توجد فرص استثمارية في الاقتصادات الناشئة، وخاصة بالدول الأفريقية، معتبرا أن مصر في المرتبة الأولى من حيث الاستثمار في أفريقيا، تليها المغرب، ليس في قطاع محدد إنما عن الاستثمار بشكل عام.
وأضاف: "أعتقد أن اقتصادات الدول الناشئة ستبقى تحت ضغط عملاتها الوطنية أمام الدولار"، ولكن وردت تقارير تفيد بأن رفع الفائدة في أمريكا خلال العام المُقبل قد ينخفض إلى مرتين فقط، بدلا من توقعات سابقة بـ3 أو4 مرات، مما قد يخفف الضغوط.
وأردف الطه، أن بعض الدول الأوربية تشجع على السيارات الكهربائية، مثل النرويج، لكن لا توجد شركة متخصصة بالسيارات الكهربائية سوى "تسلا".
ويرى أن تراجعات أسعار الأسهم في الوقت الراهن وخاصة في الأسواق الإماراتية، مغرية لدخول السوق، بالإضافة إلى الأسهم المعروفة بتوزيعات الأرباح.
أما بالنسبة للاستثمار العقاري، فيرى الطه أن سوق العقار التركي بين أكثر أسواق المنطقة جذبا، وحتى مع تحسن سعر الليرة، فإن الأسعار تبقى جاذبة للأجانب، كما أن الشراء بدأ يتنوع من مناطق رئيسية إلى ثانوية إذ بدأ المستثمرون يتجهون للبلدان المُطلة على شاطئ البحر المتوسط في الجنوب الشرقي للبلاد، كما أن ربط العقارات بمنح الجنسية التركية يعتبر محفز خاصة لمواطني الدول غير المستقرة في المنطقة، حتى في حال ارتفاع أسعار العقارات.
أما الخبير بشير قحلوط، فيرى أن سوق العقارات يختلف من بلد لآخر حسب مستويات ومعدلات النمو، ففي قطر بعد 8 سنوات من النمو المضطرد والسريع تجد مؤشر العقارات الذي يصدره مصرف قطر المركزي في تراجع، كما أن أسعار أسهم العقارات في البورصة منخفضة.
ورجح قحلوط الاستثمار بأسهم شركات التكنولوجيا في الدول الصناعية، وأسهم شركات الخدمات والسلع الاستهلاكية في قطر باعتبار أن أرباحها مضمونة.