كيف سيؤثر تفشي فيروس كورونا على نمو الاقتصاد العالمي؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تسبب تفشي فيروس كورونا في ووهان بقلق في الأسواق المالية الأسبوع الماضي، دفعت المستثمرين للعيش في حالة تأهب قصوى بسبب التداعيات الاقتصادية لانتشاره.
وقد ظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية الشهر الماضي، حيث أصاب مئات الأشخاص حول العالم، وارتفع عدد الوفيات في الصين إلى أكثر من 50 حالة.
ويقول جوليان إيفانز بريتشارد، كبير الاقتصاديين الصينيين في كابيتال إيكونوميكس، إن "الانتشار السريع للفيروس يعني أنه لم يعد هناك أي شك في تعطيله الاقتصاد خلال هذا الربع".
وأعاد الوباء المنتشر ذكريات فيروس سارس شديد العدوى، الذي ظهر في الصين وتسبب في حالة من الذعر العالمي في العام 2003، حيث أصاب أكثر من 8000 شخص، وقتل 774 شخصاً.
وقد شهد الناتج المحلي الإجمالي الصيني تقلبات كثيرة من الربع إلى الآخر آنذاك، حيث عانت البلاد من انخفاض حاد في السفر، وانخفاض النمو في مبيعات التجزئة في أعقاب تفشي المرض. رغم ذلك، نما اقتصاد البلاد حينها بأكثر من 10%، وفقاً للبنك الدولي، وهو نمو أسرع بقليل من العام الذي سبقه.
ولكن، لا يزال المستثمرون والمحللون الاقتصاديون قلقون من تفشي فيروس كورونا، وقد يكون قلقهم مبرر، إذ يقول إدوارد مويا، كبير محللي الأسواق في أواندا إن "المخاوف باتت تتزايد من تأثير حظر السفر بشكل كبير على الاقتصاد، في حين أن البعض قلق من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 1% أو حتى أكثر" في الربع الأول من العام 2020.
ويأتي تفشي المرض في الصين، في وقت حرج لثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي لا يزال متأثراً بالحرب التجارية مع أمريكا.
كما يمكن أن يضر الفيروس أيضاً بأجزاء أخرى من الاقتصاد العالمي، إذ رغم ارتفاع الأسواق الأوروبية يوم الجمعة ببيانات اقتصادية أفضل من تلك التي كانت متوقعة في ألمانيا، إلّا أنه إذا شهد الاقتصاد الصيني نمواً بوتيرة أبطأ من تلك المتوقعة، فستتأثر الدول الأوروبية التي تعتمد على الصادرات الصينية بذلك.