منذ انتشار فيروس كورونا.. أسعار النفط تتراجع بنسبة 10%
لندن، المملكة المتحدة (CNN) – أدى تفشي فيروس كورونا في الصين إلى انخفاض أسعار النفط بحدة، ما أثار قلق المستثمرين من الجهود المبذولة لمنع انتشاره، والتي قد تضر باقتصاد البلاد وتقلل من الطلب على النفط الخام.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت حوالي 3% يوم الاثنين لتبلغ 58.88 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وانخفض سعر برنت، المؤشر العالمي، بحوالي 10% منذ 17 يناير/كانون الأول، عندما أكدت السلطات الصينية وفاة ثاني شخص مصاب بفيروس كورونا. وانتشر الفيروس بسرعة منذ ذلك الحين، ما دفع الحكومة الصينية إلى فرض قيود على وسائل النقل، كما فرضت عمليات إغلاق كاملة أو جزئية في 15 مدينة صينية يسكنها حوالي 60 مليون شخص.
وبلغ عدد الوفيات المتأثرة بالفيروس حتى الآن حوالي 106 أشخاص، مع حوالي 4500 حالة مؤكدة في الصين، وأكثر من 50 حالة في بلدان أخرى من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال محللون في "رابوبنك" في مذكرة بحثية إنه "مع استمرار ارتفاع التكلفة البشرية، يواجه المستثمرون قلقاً متزايداً من العواقب الاقتصادية المحتملة للمرض. وتراجعت أسعار النحاس وخام الحديد والنفط مع توقع المستثمرين حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد في العديد من الصناعات وتباطؤ واسع في النشاط الاقتصادي".
وقد يؤثر الفيروس على الاقتصاد الصيني بشكل أسوأ مما هو عليه، إذ شهد ثاني أكبر اقتصاد في العالم تراجعاً إلى أبطأ وتيرة نمو له منذ حوالي ثلاثة عقود، في العام 2019.
وقالت وكالة التصنيف "S&P Global" الأسبوع الماضي إن النمو الاقتصادي في الصين قد ينكمش بنسبة 1.2% هذا العام، في حال انخفض الإنفاق على خدمات مثل النقل والترفيه بنسبة 10%.
كما أنه قد يكون هناك آثار كبيرة على أسواق الطاقة، إذ تعد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وانخفاض النشاط الاقتصادي يعني انخفاض الطلب. ويقول ستيفن إينيز، كبير استراتيجيي الأسواق في "أكسي كورب" في مذكرة بحثية إن قيود السفر ستعيق الطلب على المنتجات المصنوعة من النفط الخام، مثل وقود الطائرات.
ويأتي تفشي فيروس كورونا في وقت سيء للغاية بالنسبة لأسعار النفط، التي كانت تواجه ضغوطاً بسبب وفرة الإمدادات العالمية.
ويقول محللون في "كومرزبنك" إن "الفيروس يغذي المخاوف من تراجع الطلب على النفط، ما يعني أن المعروض في سوق النفط العالمية سيكون مفرط العرض بدرجة أكبر".
وقد صرح وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، يوم الاثنين، قائلاً إن تأثير الفيروس على الطلب العالمي للنفط سيكون "محدوداً للغاية"، مضيفاً أن أوبك، التي تعد المملكة العربية السعودية أكبر منتج لها، مستعدة للعمل لضمان استقرار السوق، ما قد يشير إلى المزيد من التخفيضات في الإنتاج.